استهلت الأسهم الآسيوية تداولاتها صباح الثلاثاء في النطاقات السالبة، كما كانت الحال بالنسبة للعقود الآجلة للأسهم الأمريكية في أعقاب جلسة مليئة بالاضطرابات في بورصة وول ستريت.

ومن جانبها، عاشت أسواق الأسهم العالمية مرحلة زاخرة بالتقلبات ميّزها تخبُّط المستثمرين بين المخاوف من رفع الاحتياطي الفدرالي لأسعار الفائدة وتصاعد حدّة التوترات الجيوسياسية بشأن أوكرانيا. وأمّا في سوق العملات، ارتفعت قيمة الدولار القوي برغم التراجع الطفيف في عائدات سندات الخزينة، بينما سجل الذهب أداءً متقدماً جرّاء تراجع الإقبال على المخاطر.

ومن ناحيتها، تسير الأسواق الأوروبية على خُطى الأداء القوي للأسواق الأمريكية هذا الصباح، غير أنّ الحذر الذي يشوب الأسواق الآسيوية ألقى بظلاله على الاتجاهات في السوق، لا سيما مع تفضيل المستثمرين لتجاهل التقلب واسع النطاق الذي أصاب الأسواق العالمية يوم الاثنين.

ولم يخرج المضاربون على ارتفاع الأسهم الأمريكية من مرحلة الخطر بعد، برغم عودة بورصة وول ستريت للنطاقات الإيجابية يوم أمس نتيجة لاستغلال المستثمرين لعمليات التصفية لشراء الأسهم بأسعار منخفضة للغاية. وقد تجد أصول المخاطر نفسها أمام سيناريو خطير في جميع أنحاء العالم في حال أسفرت عوامل، مثل مخاوف التضخم والقلق من رفع الاحتياطي الفدرالي لأسعار الفائدة والتوترات الجيوسياسية، عن تعزيز التراجع عن المخاطر في الأيام المقبلة.

وكانت معدلات التضخم في أستراليا قد ارتفعت إلى 3.5% بين ليلة وضُحاها خلال الربع الأخير لعام 2021 في خضم ارتفاع تكاليف البترول والسكن. وبدوره، عزّز الدولار الأسترالي من قيمته خلال التداولات المبكرة مدفوعاً بزيادة التوقعات بشأن اعتماد بنك الاحتياطي الأسترالي لسياسة أكثر دعماً لرفع أسعار الفائدة خلال اجتماعه المقبل حول السياسة النقدية في الأول من فبراير. ومن هذا المنطلق، يتخذ المتداولون قراراتهم بناءً على احتمال بنسبة 58% برفع أسعار الفائدة بحلول مايو 2022، دون إيلاء أيّ اعتبار لشهر يونيو.

اجتماع الاحتياطي الفدرالي تحت دائرة الضوء

تُرجح التوقعات بقاء السياسة النقدية على حالها دون أيّ تعديلات، بينما قد يمنحنا اجتماع لجنة السوق المفتوحة الفدرالية نظرة أعمق حول مدى جرأة نوايا الاحتياطي الفدرالي بشأن تشديد سياساته على مدار عام 2022. وتتوقع الأسواق توجه المصرف المركزي يوم الأربعاء إلى إظهار بعض المؤشرات حول خططه لرفع أسعار الفائدة في مارس المقبل، مع توقعات بزيادة إجمالية تصل إلى 25 نقطة أساس بحلول نهاية العام الجاري. وفي حين قد يلتزم الاحتياطي الفدرالي بهذه السيناريو، فمن شأن أيّ تردد حول الزيادات المستقبلية لأسعار الفائدة أو استخدام أيّ نبرة داعمة لعدم تغييرها قد تُعزز من التوجه نحو أصول المخاطر من جديد. ومن ناحية أخرى، قد تدفع مواقف الاحتياطي الفدرالي الداعمة لرفع أسعار الفائدة نحو نشاط جديد في أسواق الأسهم لتمنح المضاربين على ارتفاع أسعار الأسهم بجرعة جديدة من الثقة.

لمحة على السلع الأساسية – الذهب

بدأ الذهب الأسبوع بأداء مستقر تزامن مع تسريع الاضطرابات الجيوسياسية لرحلة المعدن الثمين نحو التعافي.

وكان التراجع الطفيف في عائدات سندات الخزينة قد ساعد الذهب صفري العائدات أيضاً، لا سيما مع توجه الأسعار نحو مستوى المقاومة عند 1845 دولار للأونصة. لا شك أنّ الذهب سيعيش أسبوعاً حافلاً مع ترجيحات بتأثر أدائه المستقبلي على المدى القريب بنتائج اجتماع الاحتياطي الفدرالي.

وختاماً، قد يُسهم موقف الاحتياطي الفدرالي الداعم لزيادة أسعار الفائدة في عدة مناسبات في تراجع الإقبال على الذهب، ما سيدفع الأسعار نزولاً لما دون حاجز الـ 1831 و1810 دولار للأونصة. وقد ترتفع قيمة المعدن الثمين نحو حاجز الـ 1870 دولار للأونصة في حال فاجأ الاحتياطي الفدرالي الأسواق بخروجه عن السيناريو المرتقب وإظهاره قدر من التردد حيال رفع أسعار الفائدة في المستقبل.

تنويه: يحتوي هذا المقال على آراء خاصة بالكاتب، ولا ينبغي استخدامها كمشورة أو نصيحة للإستثمار، ولا يعتبر دافعاً للقيام بأي معاملات بأدوات مالية، وليس ضماناً أو توقعاً للحصول على أي نتائج في المستقبل. لا تضمن ForexTime (FXTM)، أو شركاءها المتعاونين، أو وكلاءها، أو مديريها، أو موظفيها أي صحة، أو دقة، أو حسن توقع أي معلومات أو بيانات واردة في هذا المقال، ولا يتحملون مسؤولية الخسائر الناتجة عن أي استثمار تم على أساسها.