تراجعت الأسهم الآسيوية يوم الثلاثاء على خلفية عمليات التصفية الحادّة التي شهدتها بورصة وول ستريت خلال الليل، بينما انحسر مستوى الإقبال على المخاطر نتيجة المخاوف بشأن الزيادة القوية المرتقبة للاحتياطي الفدرالي في أسعار الفائدة. وتلقّت الأسهم الأوروبية صدمة قوية خلال جلسة التداول السابقة متأثرة بالمخاوف بشأن أزمة الطاقة التي تشهدها المنطقة. وتشير التوقعات إلى استمرار تراجع الأسهم عند بدء جلسة التداول صباح اليوم بسبب التوجهات السلبية ومخاوف الركود التي تسود الأسواق.

وأمّا في مجال العملات، عزز الدولار مكانته كملاذ آمن بعد تجاوز نقطة التكافؤ مع اليورو مُسجّلاً مستويات لم تشهدها الأسواق منذ عام 2002. واستعاد المُضاربون على ارتفاع أسعار النفط بعض التفاؤل خلال الليل متأثرين بالتعليقات الصادرة عن المملكة العربية السعودية بشأن إمكانية خفض الإنتاج. كما تأثر الذهب سلباً بارتفاع قيمة الدولار وزيادة عائدات سندات الخزينة برغم تراجع مستويات الإقبال على المخاطر.

وتشهد الأسواق المالية بشكل عام تزايد الاضطراب، إذ يواجه المستثمرون مخاوف التضخم والركود واحتمال تشديد السياسة النقدية الأمريكية. وتترقب الأسواق خلال الأسبوع الجاري العديد من الأخبار، مع انعقاد ندوة جاكسون هول الاقتصادية، التي تستضيف أبرز مسؤولي البنوك المركزية وقادة القطاع المالي للتباحث في أهم القضايا الاقتصادية. ويأمل المستثمرون الاستفادة من هذه الفعالية للحصول على معلومات جديدة حول توجهات الاحتياطي الفدرالي من حيث التضخم والنمو الاقتصادي والسياسة النقدية. وستتجه كُلُّ الأنظار نحو خطاب رئيس الاحتياطي الفدرالي جيروم باول المرتقب يوم الجمعة، والذي يُعد أبرز الأحداث المحفزة للمخاطر والقادرة على التسبب باضطراب الأسواق. وستُحدد الأسواق العالمية طبيعة تحركاتها على مدى الأسابيع المُقبلة بناءً على ما يكشف عنه باول خلال خطابه أو يرى بضرورة عدم الإفصاح عنه.

ويترقب المستثمرون صدور نتائج مؤشر ستاندرد آند بورز جلوبال لمديري المشتريات في منطقة اليورو عن شهر أغسطس صباح اليوم. وتُشير التوقعات إلى إمكانية تسجيل تراجع إضافي مع تفاقم أزمة الطاقة وتأثيراتها السلبية على مستويات الطلب في قطاعي التصنيع والخدمات.

هل سيدعم جيروم باول المضاربين على ارتفاع أسعار الدولار؟

يستمد الدولار قوة متزايدة من توجهات تفادي المخاطر والمخاوف من تأكيد الاحتياطي الفدرالي لموقفه الداعم لكبح التضخم خلال الأسبوع الجاري. ويلتمس المستثمرون بيانات إضافية لتوضيح مدى الزيادات المستقبلية في أسعار الفائدة وقوة الاقتصاد الأمريكي في مواجهة التضخم. وسيتعزز موقف الدولار الأمريكي في حال اختار باول دعم التوقعات بشأن توجه الاحتياطي الفدرالي لإقرار زيادة كبيرة أخرى في أسعار الفائدة خلال شهر سبتمبر مع مواصلة تشديد سياساته في المرحلة المقبلة. وفي المقابل، ستتأثر العملة الأمريكية سلباً في حال اتخذ باول موقفاً حذراً يعكس مخاوفه بشأن آفاق الاقتصاد الأمريكي ويحدُّ من احتمالية إقرار أيّ زيادة كبيرة في أسعار الفائدة.

لمحة عن العملات - زوج اليورو الدولار الأمريكي

تترقب الأسواق مدى التراجع المحتمل في قيمة تداول زوج اليورو / الدولار، لا سيما بعد هبوطه لما دون مستوى التكافؤ. وكان ارتفاع قيمة الدولار قد أوصله لمستوى 1.000 أمس بالتزامن مع تراجع الأسعار لمستويات لم نشهدها منذ أواخر عام 2002. وحظي الزخم التنازلي بمزيد من الفعالية بمجرد وصول مستوى الاهتمام الأول إلى 0.9900.

ويؤدي أي تراجع قوي وإغلاق يومي عند هذا المستوى إلى إفساح المجال للوصول إلى مستوى 0.9650، والذي كان سابقاً مستوى دعم قوي في خريف عام 2002. وفي حال أثبت مستوى 0.9900 قدرته على الدعم، قد تتعافى الأسعار لمستوى التكافؤ قبل أن تستأنف منحاها التنازلي.

لمحة عن السلع الأساسية – الذهب

لم تكن بداية الأسبوع الجاري جيّدة بالنسبة للذهب؛ إذ تأثر المعدن الثمين سلباً بقوة الدولار وزيادة عائدات سندات الخزينة ومخاوف رفع الاحتياطي الفدرالي لأسعار الفائدة.

يجري تداول الذهب حالياً عند 1736 دولار للأونصة لغاية تاريخ كتابة هذا التقرير، علماً أنّ مستوى الدعم الرئيسي التالي سيكون عند 1724 دولار للأونصة. وترتفع احتمالية التقلب في أداء الذهب بشكل ملحوظ هذا الأسبوع، لا سيما وأنّ ندوة جاكسون هول الاقتصادية وتصريحات باول قد تكون مُحركاً رئيسياً جديداً بالنسبة للذهب. وتُشير الاحتمالات لإمكانية حدوث تصفية نحو مستوى 1700 دولار للأونصة في حال نجحت الأسعار في تجاوز مستوى 1724 دولار للأونصة. وفي المقابل، يؤدي أي تحرك فوق مستوى 1752 دولار للأونصة إلى العودة نحو 1770 و1800 دولار للأونصة، على الترتيب.

تنويه: يحتوي هذا المقال على آراء خاصة بالكاتب، ولا ينبغي استخدامها كمشورة أو نصيحة للإستثمار، ولا يعتبر دافعاً للقيام بأي معاملات بأدوات مالية، وليس ضماناً أو توقعاً للحصول على أي نتائج في المستقبل. لا تضمن ForexTime (FXTM)، أو شركاءها المتعاونين، أو وكلاءها، أو مديريها، أو موظفيها أي صحة، أو دقة، أو حسن توقع أي معلومات أو بيانات واردة في هذا المقال، ولا يتحملون مسؤولية الخسائر الناتجة عن أي استثمار تم على أساسها.