ارتفعت الأسهم الآسيوية يوم الثلاثاء على خلفية المؤشرات الإيجابية الصادرة عن بورصة وول ستريت خلال الليل، وسط التفاؤل الحذر الذي ساد أوساط المستثمرين حول تقرير التضخم المرتقب في الولايات المتحدة. وسجّلت العقود الآجلة للأسهم الأوروبية بداية متباينة للتداولات، كما كانت الحال بالنسبة للأسواق الأمريكية، برغم الاتجاهات الإيجابية التي سادت الأسواق مؤخراً. ومنح التراجع في أسعار النفط الأسواق المالية جرعة من التفاؤل بإمكانية تباطؤ معدّلات التضخم في الولايات المتحدة، الأمر الذي قد يحدُّ من شدّة الزيادات المتوقعة في أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفدرالي.
وأمّا في مجال العملات، استهل الدولار الأمريكي الأسبوع متراجعاً برغم تصريحات مسؤولي الاحتياطي الفدرالي، بمن فيهم جيروم باول، حول دعم مساعي كبح التضخم. وبقيت أسعار النفط مرتبطة بمخاوف الطلب العالمي، بينما استمد الذهب قوّته من تراجع الدولار على الرغم من القيود المفروضة على منحاه التصاعدي نتيجة التوقعات بزيادة أسعار الفائدة.
هل حان الوقت للمضاربين على ارتفاع الدولار الأمريكي للحد من أنشطتهم؟
قد يكون الدولار الأمريكي على موعد مع المزيد من الخسائر بعد أن بدأ الأسبوع في النطاقات السالبة.
وبات واضحاً أثر مسؤولي الاحتياطي الفدرالي الداعمين لمساعي كبح التضخم على السوق، بينما تواصل البيانات الاقتصادية القوية من الولايات المتحدة تعزيز التوقعات بقرار الاحتياطي الفدرالي عدم إبطاء وتيرة الزيادات في أسعار الفائدة في المستقبل المنظور. إلا أنّ التضخم القياسي في الولايات المتحدة قد تراجع للشهر الثاني على التوالي في أغسطس بفضل تراجع أسعار الغاز. وتتوقع الأسواق تراجع مؤشر الأسعار الاستهلاكية الرئيسي في شهر أغسطس إلى 8% بالمقارنة مع 8.5% في شهر يوليو. وقد تمنحنا القراءة الأساسية صورة أوضح عن اتجاهات الضغوطات السعرية والمخاطر الماثلة أمامنا، ومن المتوقع لها مواصلة الارتفاع مع زيادة المعدل السنوي من 5.9 إلى 6.1%. وقد يؤثر التراجع في المؤشر الرئيسي على مستقبل الاجتماعات المعنية بالسياسة، رغم أنّه قد لا يكون كافياً لإقناع الاحتياطي الفدرالي بوقف قرار زيادة أسعار الفائدة بمعدل 75 نقطة أساس للمرة الثالثة على التوالي خلال عام 2022. ووصلت ذروة سعر الفائدة على الأموال الفدرالية إلى 4% في بداية عام 2023، في زيادة الأعلى من نوعها خلال الدورة الحالية.
ومن ناحية أخرى، ينضم تقرير مطالبات تعويضات البطالة الأولي، وتقرير مبيعات التجزئة لشهر أغسطس، وتقرير بيانات الإنتاج الصناعي وغيرها، إلى مجموعة التقارير الأمريكية الرئيسية القادرة على التأثير على الدولار هذا الأسبوع. وقد يحصل الدولار الأمريكي على الدعم في حال صدور مجموعة قوية من الأرقام التي تُعزز التوقعات بإقرار زيادة جريئة في أسعار الفائدة؛ في حين يُمكن لصدور نسخة ضعيفة من هذه التقارير أن تحدّ من التوقعات بشأن المزيد من الزيادات الكبيرة في أسعار الفائدة، في خطوة قد تدفع العملة الأمريكية نحو مزيد من الخسائر.
لمحة على العملات - زوج الجنيه الإسترليني الدولار الأمريكي
ما زالت الأيام المقبلة مليئة بالمخاطر والغموض بالنسبة للجنيه الإسترليني.
ويُرجّح أن تؤثر عوامل مختلفة على الآفاق المستقبلية للجنيه الإسترليني، مثل الغموض حول الآفاق الاقتصادية للمملكة المتحدة والخطة المقبلة لبنك إنجلترا والاتجاهات الحالية للحكومة المحافظة. وحصلنا يوم أمس على لمحة حول الوضع الاقتصادي في المملكة المتحدة بعد صدور سلسلة من التقارير حول الناتج المحلي الإجمالي والإنتاج الصناعي فيها.
وسجّل الاقتصاد البريطاني نمواً بواقع 0.2% على أساس شهري خلال يوليو، متعافياً من التراجع المُسجل في شهر يونيو عند 0.6%، علماً أنّ النسبة ما زالت دون توقعات السوق عند 0.4%. بينما حقق الناتج المحلي الإجمالي نمواً بنسبة 2.3% على أساس سنوي خلال شهر يوليو، في زيادة عن نسبة 1.9% المسجلة في شهر يونيو، برغم عدم وصولها لنسبة توقعات السوق عند 2.6%.
وانسجمت بيانات الوظائف الصادرة اليوم بشكل كبير مع تقديرات المحللين، وواصلت تأكيدها على استمرار حالة الضيق في سوق العمل في المملكة المتحدة. وتراجعت البطالة لأدنى معدلاتها منذ بداية سبعينيات القرن الماضي خلال الصيف الجاري برغم التعثر الاقتصادي. والأهم من ذلك، انتعش نمو الأجور بشكل ملحوظ مشيراً إلى المزيد من التشديد الجريء في سياسات بنك إنجلترا. وبدورها، تتوقع الأسواق المالية في الوقت الراهن، باحتمال 73%، إقرار البنك لزيادة بنسبة 75 نقطة أساس في أسعار الفائدة خلال الاجتماع المؤجل الأسبوع المقبل.
وتبقى الأسعار في زوج عملات الجنيه الإسترليني / الدولار الأمريكي تحت الضغط على الجداول البيانية اليومية برغم التعافي الحالي. ويُمكن لزوج العملات الرئيسي هذا أن يستأنف منحاه الهبوطي قُبيل اجتماع البنك بشأن السياسة المرتقب يوم الخميس في 22 سبتمبر الجاري، لا سيما في حال أثبت مستوى 1.1750 نفسه كمستوى موثوق للمقاومة.
لمحة عن السلع الأساسية – الذهب
من المرجح أن تتأثر آفاق الذهب على المدى القريب بشكل كبير بتقرير التضخم الأمريكي المرتقب بعد ظهر اليوم.
ويُتوقع للتضخم في الولايات المتحدة، كما أشرنا سابقاً، أن يتباطأ للشهر الثاني على التوالي. وفي حال أسفر هذا السيناريو عن ضعف الدولار والحد من توقعات رفع أسعار الفائدة، سيكون بمقدور الذهب صفري العائدات التعافي نحو مستوى 1740 دولار للأونصة حيث يستقر المتوسط المتحرك البسيط لخمسين يوماً. بينما ستؤدي أيّ زيادة مفاجئة في معدلات التضخم في الولايات المتحدة إلى انهيار سريع للذهب في ضوء ارتفاع التوقعات بإقرار المزيد من الزيادات في أسعار الفائدة بعد سبتمبر. والجدير بالذكر أن أسواق الذهب لمست وجود مستوى قوياً للدعم عند 1700 دولار للأونصة.
تنويه: يحتوي هذا المقال على آراء خاصة بالكاتب، ولا ينبغي استخدامها كمشورة أو نصيحة للإستثمار، ولا يعتبر دافعاً للقيام بأي معاملات بأدوات مالية، وليس ضماناً أو توقعاً للحصول على أي نتائج في المستقبل. لا تضمن ForexTime (FXTM)، أو شركاءها المتعاونين، أو وكلاءها، أو مديريها، أو موظفيها أي صحة، أو دقة، أو حسن توقع أي معلومات أو بيانات واردة في هذا المقال، ولا يتحملون مسؤولية الخسائر الناتجة عن أي استثمار تم على أساسها.