بدأت الأسهم الآسيوية تداولاتها صباح يوم الثلاثاء في النطاقات السالبة في ضوء التداعيات التي تركتها المخاطر الجيوسياسية المتواصلة وزيادة الإصابات بكوفيد-19 في الصين على معدلات الإقبال على المخاطر. وأمّا على صعيد العملات، سجّل الدولار الأمريكي بداية ضعيفة برغم ارتفاع عائدات الخزينة، بينما استمر الذهب في الهبوط مُتراجعاً لما يقرب 1900 دولار للأونصة. ويُضاف إلى ذلك أيضاً تراجع أسعار خام غرب تكساس لما دون 100 دولار للبرميل، بالتزامن مع ما فرضته الصين من حالات للإغلاق في عدد من المُدن الرئيسية. وتُشير العقود الآجلة الأوروبية إلى بداية سلبية لجلسات التداول، مع تلاشي آمال التوصل إلى وقف لإطلاق النار في أوكرانيا، مما أدى إلى تراجع الإقبال على المخاطر خصوصاً في وول ستريت التي أغلقت عند مستويات متدنية يوم الإثنين.
وسادت أجواء الحذر الأسواق المالية نتيجة التوترات الجيوسياسية المستمرة وارتفاع حالات الإصابة بكوفيد-19 في الصين ومخاوف التضخم وترقُّب إجراءات تشديد السياسات النقدية في الولايات المتحدة. وبرغم تفوقها على التوقعات، أخفقت البيانات الواردة من الصين في وقت سابق من صباح هذا اليوم في إحداث أي انفراج في الجو العام الذي يسوده التشاؤم. وقد تكون هذه السمة المميّزة لهذا الأسبوع، لا سيما وأنّ القضايا الراهنة تُلقي بظلالها على البيانات الاقتصادية. وقد تواجه أسواق الأسهم مزيداً من الضغوطات، مع حفاظ المستثمرين على موقفهم الدفاعي على الأرجح إزاء الأصول الأكثر عرضة للمخاطر قُبيل اجتماع الاحتياطي الفدرالي المرتقب يوم الأربعاء. ومن جانبه، يبقى مؤشر ستاندرد آند بورز500 تحت الضغط مع تراجعه بأكثر من 4.5% خلال الشهر الجاري. وقد يُشير أيّ إغلاق يومي دون مستوى 4150 نقطة إلى احتمال تسجيل مزيد من التراجع، في حال بقي الإحجام عن المخاطر هو التوجه السائد.
أنظار المستثمرين تتجه نحو اجتماع الاحتياطي الفدرالي
سيكون القرار المرتقب من اجتماع الاحتياطي الفدرالي يوم الأربعاء بشأن السياسة النقدية أبرز العوامل المؤثرة على مستوى الإقبال على المخاطر لهذا الأسبوع. وتتوقع الأسواق بشكل عام من البنك المركزي رفع أسعار الفائدة بواقع 25 نقطة أساس بما ينسجم مع التصريحات الأخيرة لرئيس الاحتياطي الفدرالي السيد جيروم باول، علماً أنّها ستكون أول زيادة يعتمدها الاحتياطي الفدرالي في أسعار الفائدة منذ عام 2018.
وبالنظر إلى ما تسبب به النزاع في أوكرانيا من حيث تعزيز مخاوف المستثمرين حيال آفاق النمو العالمي، قد تتأثر السياسات التي قد يتم اعتمادها بعد شهر مارس بتداعيات هذه الحرب. وسيتجه التركيز بشكل أكبر نحو التوقعات الاقتصادية والمؤتمر الصحفي المزمع لتوضيح الصورة بشأن أيّ زيادات مستقبلية في أسعار الفائدة. وما زال الاحتياطي الفدرالي عالقاً في معركة شرسة ضد ارتفاع الأسعار، لا سيما مع وصول مستويات التضخم في الولايات المتحدة لأعلى مستوياتها منذ أربعة عقود عند 7.9% في شهر فبراير الماضي. وسيكون لحديث باول حول الأحداث الأخيرة ودور خطط الاحتياطي الفدرالي في تجاوز هذا التحدي أثر كبير.
قد ترتفع قيمة الدولار في حال اعتماد الاحتياطي الفدرالي لسياسة رفع أسعار الفائدة برغم المخاطر الجيوسياسية الراهنة. وعلى العكس، ستتراجع قيمة الدولار الأمريكي في حال تبيّن توجه البنك المركزي لاعتماد نبرة أكثر حذراً مع خفض مستوى توقعاته الاقتصادية.
أسعار النفط تعزز من وتيرة عمليات التصفية
كانت مؤشرات النفط تحت الضغط هذا الصباح مع تراجع خام غرب تكساس لما دون 100 دولار للبرميل بالتزامن مع تقييم المستثمرين للمخاطر على جانب الطلب جرّاء فرض الصين لتدابير الإغلاق ومحادثات وقف إطلاق النار بين أوكرانيا وروسيا.
ويُرجّح أن تبقى هذه السلعة العالمية الأساسية حسّاسة للمخاطر الجيوسياسية والعوامل المؤثرة على جانب العرض، خصوصاً في حال استمر الحظر على صادرات النفط الروسية. وقد يتطلب الوضع متابعة تقرير إدارة معلومات الطاقة الأمريكية الصادر يوم الأربعاء. وسيسهم أي تراجع أسبوعي جديد في مخزونات النفط الخام في الحد من الخسائر التي يتكبدها النفط جرّاء تدهور الأحوال الاقتصادية.
لمحة على السلع الأساسية – الذهب
بدأ الذهب جلسة التداول يوم الثلاثاء تحت ضغوط جديدة نجمت عن ارتفاع عائدات الخزينة قُبيل الزيادة المتوقعة في أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفدرالي.
وفي حين سرّعت المخاطر الجيوسياسية المتنامية وحالة الغموض العام مؤخراً من التوجه نحو الأصول الآمنة، يُتوقع أن تُسفر احتمالات توجه الاحتياطي الفدرالي لزيادة أسعار الفائدة عن مزيد من الخسائر. ويبدو بأنّ المنحنى التنازلي سيكون المسار الأكثر سلاسة على المدى القصير، لا سيما بالنظر إلى تراجع الأسعار بما يقرب من 70 دولاراً للبرميل منذ الجمعة الماضية.
وفي نهاية المطاف، سيتأثر موقف الذهب في نهاية الأسبوع الجاري بشكل كبير بنتيجة اجتماع الاحتياطي الفدرالي والتحركات في أسواق السندات والتوترات الجيوسياسية المتواصلة.
تنويه: يحتوي هذا المقال على آراء خاصة بالكاتب، ولا ينبغي استخدامها كمشورة أو نصيحة للإستثمار، ولا يعتبر دافعاً للقيام بأي معاملات بأدوات مالية، وليس ضماناً أو توقعاً للحصول على أي نتائج في المستقبل. لا تضمن ForexTime (FXTM)، أو شركاءها المتعاونين، أو وكلاءها، أو مديريها، أو موظفيها أي صحة، أو دقة، أو حسن توقع أي معلومات أو بيانات واردة في هذا المقال، ولا يتحملون مسؤولية الخسائر الناتجة عن أي استثمار تم على أساسها.