ساهم تقرير الوظائف الأسبوع الماضي في دفع الأسهم الامريكية قرب أعلى مستوياتها التاريخية مع اغلاق مؤشر ستاندرد أند بورز على بعد أقل من نقطة من أعلى أغلاق سجل له في 21 مايو من العام الماضي. أما مستثمرو السندات لم يظهروا نفس الحماسة بإضافة الاقتصاد الأمريكي 287,000 ألف وظيفة، حيث استمر تسطح منحنى العائد مع تراجع عوائد السندات الأمريكية طويلة الاجل الى مستويات قياسية جديدة. في الأوضاع الطبيعية تتحرك أسعار السندات والأسهم في اتجاهات معاكسة، ولكن الأداء الحالي يفسر على ان الأسواق تعتقد بأن الفدرالي الأمريكي سيبقى السياسة النقدية متساهلة لفترة طويلة من الزمن، ولنفس السبب الاتجاه الصاعد للدولار الأمريكي كان محدودا.
هل لا زالت الشركات الأمريكية في ركود؟
التحسن المستدام في الاقتصاد الأمريكي جنبا إلى جنب مع التوقعات بإبقاء أسعار الفائدة منخفضة خلق محفز كبير لتوجه الاستثمارات الى الأسهم ولكن لا زال ينقص المعادلة عنصر أساسي وهو نمو أرباح الشركات، ودون اكتمال هذه المعادلة من الصعب تبرير المزيد من المكاسب للأسهم الامريكية. شركة الكوا ستفتتح موسم نتائج الشركات الامريكية للربع الثاني يوم الاثنين، يليها جي بي مورجان يوم الخميس وسيتي بنك مع ولز فارجو يوم الجمعة. يعتقد المحللون بأننا سنرى انكماش في أرباح الشركات للربع الرابع على التوالي، ولكن مع الاخذ بالاعتبار بأن قطاع الطاقة كان الضاغط الأكبر على نتائج الشركات بسبب انهيار أسعار النفط، سيكون من المثير للاهتمام أن نرى ما إذا القطاعات الاخرى باستثناء الطاقة بدأت تتعافى من الركود في الربع الثاني.
الأنظار موجهة الى مارك كارني يوم الخميس
البنك المركزي الإنكليزي سيجتمع للمرة الأولى منذ تصويت البريطانيين على الخروج من الاتحاد الأوروبي، الامر الذي أدى الى تراجع الجنيه الإسترليني الى أدنه مستوياته في 31 عام وأجبر الصناديق العقارية الكبرى تعليق أنشطتها للحد من سحوبات الأموال منها. البنك المركزي بدأ بالفعل بتسهيل السياسة النقدية من خلال تخفيف القيود التنظيمية على البنوك في خطوة تهدف إلى تحرير 150 مليار جنيه استرليني للاقتصاد. ولكن يبدو بأن الأسواق منقسمة حيال ما إذا سيتم تخفيض الفائدة أو تركها دون تغيير يوم الخميس، ولكن حتى لو بقيت دون تغيير من المرجح أن يرسل البنك المركزي إشارة واضحة لخفض الفائدة في أغسطس عندما تنشر التوقعات الجديدة في تقرير التضخم. وثمة خيار آخر في تناول المركزي الإنكليزي وهو تعزيز برنامج شراء الأصول الذي يقف حاليا عند 375 مليار جنيه إسترليني، والسماح في شراء سندات الشركات. ما إذا الباوند قد وصل إلى القاع على المدى القصير أو متجه للمزيد من التراجعات يعتمد على الإجراءات التي سيتخذها البنك يوم الخميس.
استمرار التباطؤ في النمو الصيني
الصين ستكون تحت الضوء عندما تفصح عن أرقام الناتج المحلي الإجمالي للربع الثاني يوم الجمعة. من المتوقع أن يتباطأ نمو الاقتصاد الى 6.6% من 6.7% المسجل في الربع الأول من هذا العام مع استمرار تراجع الزخم. المكتب الوطني للإحصاءات قال الأسبوع الماضي بأنه سيشمل الانفاق على البحث والتطوير ليعكس مساهمة الابتكار في النمو. هذه التعديلات في احتساب الناتج المحلي الإجمالي تأتي في ظل الصراع الذي يواجه المسؤولين للحفاظ على مستويات النمو المستهدفة ما بين 6.5% الى 7% للعام الحلي 2016، ولكن العديد من الاقتصاديين يعتقدون بأن أرقام النمو الحالية لا تعكس حقيقة الاقتصاد وإنها أقل بكثير.
تنويه: يحتوي هذا المقال على آراء خاصة بالكاتب، ولا ينبغي استخدامها كمشورة أو نصيحة للإستثمار، ولا يعتبر دافعاً للقيام بأي معاملات بأدوات مالية، وليس ضماناً أو توقعاً للحصول على أي نتائج في المستقبل. لا تضمن ForexTime (FXTM)، أو شركاءها المتعاونين، أو وكلاءها، أو مديريها، أو موظفيها أي صحة، أو دقة، أو حسن توقع أي معلومات أو بيانات واردة في هذا المقال، ولا يتحملون مسؤولية الخسائر الناتجة عن أي استثمار تم على أساسها.