الأسواق بدأت مسيرتها في التقلبات الحادة، ولكن لحسن الحظ الاتجاه يوم الاثنين كان صعودي، مما رفع جميع أصول المخاطرة الى الأعلى، حيث سجل مؤشر الفتسي 100 مكاسب تجاوزت 3%، كما أغلق مؤشرا الداكس الالماني وكاك الفرنسي على ارتفاعات 3.43% و 3.5% على التوالي. اما التحرك الأكثر اهتماما كان للجنيه الإسترليني الذي ارتفع بأكثر من 2% ليسجل أفضل أداء يومي منذ الازمة المالية العالمية في 2008.  على الجانب الاخر تراجعت الملاذات الامنة، على رأسها السندات والذهب.

ارتفاع شهية المخاطرة جاء على خلفية استطلاعين للرأي أظهرا استعادة الزخم لمعسكر البقاء، وذلك على بعد ثلاثة أيام فقط من موعد استفتاء المملكة المتحدة على عضويتها في الاتحاد الأوروبي. العديد عزى هذا التحول في الاستطلاعات الى الاغتيال المأساوي للنائبة البريطانية جو كوكس وهي من مؤيدي البقاء في الاتحاد. ولكنني ما زلت اعتقد بأنه من الصعب التكهن أي مسار سيذهب اليه البريطانيين يوم الخميس، وستشعر الأسواق بأن هذا الأسبوع هو الأطول على الاطلاق الى حين الإعلان عن نتائج الاستفتاء يوم الجمعة.

في مثل هذه الظروف عادة ما تبالغ الأسواق في ردود الأفعال، اكان صعودا أو هبوطا، ولكن يبدو بأن المخاطر خلال اليومين المقبلين مائلة الى الأسفل مع تراجع علاوة المخاطر لخروج بريطانيا الى حد كبير. على الرغم من أن ارتفاع تقلبات الأسواق يقدم فرص كبيرة للمتداولين، ولكنه ينطوي أيضا على مخاطر مرتفعة، وإذا كنت من ذوي القلوب الضعيفة يفضل تجنب التداول لتصبح الصورة أوضح.

استفتاء بريطانيا سيبقى المحرك الأكبر للأسواق المالية هذا الأسبوع، ولكن علينا أن نستمع الى شهادة رئيسة الاحتياطي الفدرالي جانيت يلين أمام الكونغرس اليوم. تأتي هذه الشهادة بعد أقل من أسبوع على تقليص توقعات النمو ورفع الفائدة لعامي 2017، و2018 من قبل الفدرالي. ربما لا يوجد بحوزتها الكثير لإضافته فيما يتعلق بالسياسة النقدية، ولكنني أعتقد بأن لهجتها ستكون أكثر تفاءلا وذلك لإعادة توازن توقعات الأسواق بما يخص مسار رفع الفائدة، خصوصا وأن الأسواق أصبحت غير مقتنعة بأن الفدرالي الأمريكي سيرفع أسعار الفائدة قريبا. وفقا ل"Fedwatch" المستثمرون يتوقعون أول رفع لأسعار الفائدة للعام الحالي في ديسمبر.

ماريو دراغي أيضا سيتحدث الى البرلمان الأوروبي اليوم، ولكن نظرا للتصريحات العديدة التي ادلى بها خلال الأسابيع الماضية فيما يتعلق بالاقتصاد والسياسة النقدية، لا أتوقع منه الكثير من الإضافات. اما على صعيد البيانات الاقتصادية، مؤشر ZEW الألماني سيعطينا لمحة أخيرة عن مشاعر المستثمرين الالمان حيال المخاوف جراء خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. 

تنويه: يحتوي هذا المقال على آراء خاصة بالكاتب، ولا ينبغي استخدامها كمشورة أو نصيحة للإستثمار، ولا يعتبر دافعاً للقيام بأي معاملات بأدوات مالية، وليس ضماناً أو توقعاً للحصول على أي نتائج في المستقبل. لا تضمن ForexTime (FXTM)، أو شركاءها المتعاونين، أو وكلاءها، أو مديريها، أو موظفيها أي صحة، أو دقة، أو حسن توقع أي معلومات أو بيانات واردة في هذا المقال، ولا يتحملون مسؤولية الخسائر الناتجة عن أي استثمار تم على أساسها.