سجّلت الأسهم الآسيوية ارتفاعاً طفيفاً يوم الثلاثاء متأثرة بالتعافي الذي حققته بورصة وول ستريت خلال الليل برغم ازياد المخاوف من حدوث ركود اقتصادي نتيجة للبيانات الاقتصادية المُخيّبة للآمال الواردة من الصين والولايات المتحدة. ودعمت التوقعات بشأن اعتماد الصين مزيد من الحوافز لدعم النمو الاقتصادي الأسهم في المنطقة. أمّا في أوروبا، شهدت العقود الآجلة بداية مستقرة بفضل الزخم الذي استمدّته من الأسواق الآسيوية قُبيل صدور نتائج مؤشر زد دبليو إي الألماني للثقة الاقتصادية عن شهر أغسطس. وأثبت هذا المؤشر مصداقيته الكبيرة في منطقة اليورو، وقد يُوفر صورة أوضح حول حدّة الهبوط المُسجّل في المنطقة الأوسع. ووتتيح هذه الأخبار للمُضاربين على ارتفاع أسعار الأسهم مزيداً من الثقة في ضوء البيانات الاقتصادية الأخيرة التي أظهرت تباطؤ معدلات التضخم في الولايات المتحدة، الأمر الذي قد ينعكس على شكل مكاسب قصيرة الأمد في مُختلف أسواق الأسهم.
وفي عالم العملات، استمد الدولار بصفته ملاذاً آمناً قدراً كبيراً من القوة بسبب مخاوف الركود العالمي، بينما تراجعت أسعار النفط نحو مستويات لم يشهدها العالم منذ ستة أشهر جرّاء تنامي مؤشرات الانكماش الاقتصادي والتوقعات بارتفاع مستويات العرض كنتيجة لتوقيع الاتفاق مع إيران. كما سجّل الذهب أداءً متقلباً هذا الصباح بعد خسارة ما يزيد عن 1% من قيمته خلال الجلسة السابقة. وعادت الأسعار للتداول ضمن النطاقات المعتادة مُجدداً، وقد تكون بانتظار عامل مُحفز جديد خلال الأسبوع الجاري.
محاضر اجتماعات الاحتياطي الفدرالي وتصريحات مُتحدثيه تحت دائرة الضوء
قد يواجه الدولار الأمريكي أسبوعاً حافلاً بالتقلبات نتيجة لمحاضر اجتماعات اللجنة الفدرالية للأسواق المفتوحة والتقارير الاقتصادية الرئيسية، فضلاً عن الخطابات المُرتقبة من أبرز مسؤولي الاحتياطي الفدرالي.
وتتجه جميع الأنظار نحو محاضر اجتماع الاحتياطي الفدرالي المرتقب صدورها يوم الأربعاء. وسيتابع المستثمرون هذه البيانات عن كثب بحثاً عن أيّ أدلة جديدة حول مخططات واضعي السياسات من رفع أسعار الفائدة بمقدار 75 نقطة أساس للاجتماع الثاني على التوالي. وسيجد المضاربون على ارتفاع الدولار أنفسهم أمام حافز جديد في حال غلبت النبرة الداعمة لتدابير كبح جماح التضخم على محاضر الاجتماع، لا سيما وأنّها ستُعزز من التوقعات بإقرار زيادة كبيرة جديدة في أسعار الفائدة خلال شهر سبتمبر. وفي المقابل، قد تتراجع قيمة الدولار الأمريكي جرّاء صدور أيّ نبرة حذرة أو متساهلة تجاه ارتفاع معدلات التضخم. وسيكون من المهم أيضاً مراقبة تقرير مبيعات التجزئة في الولايات المتحدة لشهر يوليو، المتوقع صدوره في منتصف الأسبوع، إلى جانب الخطابات المرتقبة لكلّ من رئيسة الاحتياطي الفدرالي لمدينة كنساس إستر جورج ورئيس الاحتياطي الفدرالي في مينيابوليس نيل كاشكاري يوم الخميس.
تراجع أسعار النفط
تراجعت أسعار النفط بشكل مفاجئ يوم الإثنين بعد أن عزّزت مخاوف النمو في الصين والتوقعات بارتفاع الإمدادات من موقف المضاربين على تراجع السوق. وبالنظر إلى زيادة إنتاج النفط في ليبيا وقُرب استعادة إيران للاتفاق النووي، قد تشهد الأسواق ارتفاعاً في الإمدادات برغم استمرار حالة التقلب في جانب الطلب من السوق. ويبقى كُلٌّ من خام غرب تكساس الوسيط وخام برنت تحت الضغط خلال التداولات اليومية كما يسهم الدولار القوي في تعزيز الضغوط التنازلية. وتراجعت المؤشرات الرئيسية بحوالي 6% خلال الشهر الجاري بالتزامن مع فسح المحركات الرئيسية للسوق المجال نحو مزيد من الخسائر خلال الأسبوع الحالي.
لمحة على السلع الأساسية – الذهب
يبقى الذهب ضمن نطاقات الدعم عند 1770 دولار للأونصة ومستوى مقاومة عند 1800 دولار للأونصة. وقد تكون الأسواق على موعد مع تغيير في هذه المستويات مع صدور محاضر اجتماع الاحتياطي الفدرالي والبيانات الاقتصادية الأمريكية أو حتى خطابات مسؤولي الاحتياطي الفدرالي. وسيؤدي أي ارتفاع فوق حاجز 1800 دولار أمريكي للأونصة إلى فتح المجال لتحرك نحو 1825 دولار أمريكي للأونصة. وفي المقابل، يُمكن للتصفية لما دون 1770 دولار للأونصة أن تدفع نحو تراجع أكثر حدة نحو 1740 دولار أمريكي للأونصة.
تنويه: يحتوي هذا المقال على آراء خاصة بالكاتب، ولا ينبغي استخدامها كمشورة أو نصيحة للإستثمار، ولا يعتبر دافعاً للقيام بأي معاملات بأدوات مالية، وليس ضماناً أو توقعاً للحصول على أي نتائج في المستقبل. لا تضمن ForexTime (FXTM)، أو شركاءها المتعاونين، أو وكلاءها، أو مديريها، أو موظفيها أي صحة، أو دقة، أو حسن توقع أي معلومات أو بيانات واردة في هذا المقال، ولا يتحملون مسؤولية الخسائر الناتجة عن أي استثمار تم على أساسها.