سجّلت الأسهم الآسيوية تراجعاً كبيراً يوم الثلاثاء في أعقاب عمليات التصفية واسعة النطاق التي شهدتها وول ستريت بين ليلة وضحاها، في ضوء ما سببه ارتفاع أسعار النفط من مخاوف حيال التضخم العالمي. ومن جانبه، تحسن أداء الدولار الأمريكي مدفوعاً بابتعاد المستثمرين عن أصول المخاطر واستقرار أسعار الذهب بعد ارتفاعها لليوم الثالث على التوالي، ليتم تداولها بأقلّ من 1760 دولاراً للأونصة لغاية تاريخ كتابة هذا التقرير. وما يلفت الانتباه أنّ الأسواق الأوروبية قد بدأت تداولاتها ضمن النطاقات الإيجابية برغم الخسائر التي سجّلتها آسيا والزيادة التدريجية في قيمة العقود الآجلة للأسهم الأمريكية، في مؤشر على إمكانية تعويض وول ستريت للخسائر التي تكبدتها هذا المساء.
ومع ذلك، ستُسهم المخاوف المتزايدة بشأن التضخم على الأرجح في تعزيز مشاعر القلق وعدم الارتياح في جميع الأسواق المالية. وبالنظر إلى ما وصلت إليه الأسعار الاستهلاكية بالفعل من مستويات قياسية لم تشهدها منذ سنوات، قد تُجبر المؤشرات الواضحة على ارتفاع ضغوطات التضخم البنوك المركزية على تشديد سياساتها أقرب مما كان متوقعاً.
مجموعة أوبك بلس تُعلن التمسك بخططها بالتزامن مع الارتفاع الكبير في أسعار النفط
نجحت مساعي المضاربين على ارتفاع أسعار النفط بشكل واضح يوم أمس، عندما دفعوا الأسعار نحو مستويات لم تشهدها السوق منذ ثلاثة أعوام، لا سيما عندما أعربت مجموعة أوبك بلس عن عدم وجود خطط لزيادة الإنتاج بأكثر مما هو متفق عليه مسبقاً.
ويأتي القرار برغم الدعوات الصادرة عن قادة دول العالم لزيادة الإنتاج في ظل تفاقم الأزمة التي يمر بها قطاع الطاقة العالمي. وفي حين يُمثل ارتفاع أسعار النفط تطوراً إيجابياً بالنسبة لأعضاء مجموعة أوبك بلس، تُهدد تحركات هذا الائتلاف بزيادة التوتر بين مُستهلكي الطاقة الرئيسيين، لا سيما أولئك الذين يُعانون من ارتفاع معدلات التضخم.
وأمّا من الناحية الفنية، يُحافظ النفط على مساره التصاعدي على الرسوم البيانية اليومية مع توقعات بتحقيق المزيد من الارتفاع في الأيام المقبلة. وفي الوقت الراهن، يتم تداول خام برنت عند 81.50 دولاراً للبرميل على مقربة من أعلى المستويات المسجلة في أكتوبر 2018 عند 86.71 دولاراً للبرميل؛ بينما تتراوح قيمة خام غرب تكساس الوسيط عند 78.00 دولاراً للبرميل على اعتبار 80.00 دولاراً للبرميل بوصفه المستوى الأول للاهتمام.
لمحة على السلع الأساسية – الذهب
تعثر الذهب جرّاء الضغوطات عند بداية جلسة التداول يوم الثلاثاء، وأخفق في الاستفادة من المخاوف حيال التضخم أو الحذر الذي يسود الأسواق.
ومن ناحيتها، ارتفعت قيمة الدولار الأمريكي، الذي يلعب دوراً سلبياً قُبيل صدور تقرير الوظائف الأمريكية المرتقب يوم الجمعة. وبالنظر إلى حساسية الدولار حيال توقعات تخفيف سياسات التيسير الكمي، نتوقع تزايد الاضطرابات بسبب بيانات كشوفات الوظائف الأمريكية غير الزراعية. ومن شأن نتائج يوم الجمعة أن تُحدد منحى المعدن الثمين على مدار الشهر المقبل.
ونرى من خلال النظر إلى الجانب الفني بأنّ الأسعار يتم تداولها ما دون المتوسط المتحرك البسيط لـ 50 و100 و200 يوم، بينما يجري تداول تقارب/تباعد متوسط السعر ما دون الصفر. وقد يُؤشر إغلاق التداولات اليومية تحت حاجز الـ 1750 دولاراً للأونصة إلى وجود انخفاض جديد نحو أدنى المستويات المسجلة مؤخراً عند 1721 دولار. وأمّا في حال تبيّن بأنّ مستوى الـ 1750 دولاراً للأونصة يُشكّل مستوى موثوقاً من الدعم، فقد نكون على موعد مع زيادة باتجاه 1780 أو 1800 دولاراً للأونصة.
تنويه: يحتوي هذا المقال على آراء خاصة بالكاتب، ولا ينبغي استخدامها كمشورة أو نصيحة للإستثمار، ولا يعتبر دافعاً للقيام بأي معاملات بأدوات مالية، وليس ضماناً أو توقعاً للحصول على أي نتائج في المستقبل. لا تضمن ForexTime (FXTM)، أو شركاءها المتعاونين، أو وكلاءها، أو مديريها، أو موظفيها أي صحة، أو دقة، أو حسن توقع أي معلومات أو بيانات واردة في هذا المقال، ولا يتحملون مسؤولية الخسائر الناتجة عن أي استثمار تم على أساسها.