شهدت أسواق الأسهم الآسيوية إلى جانب العقود الآجلة في كُلّ من الولايات المتحدة وأوروبا ارتفاعاً طفيفاً عند بداية التداولات يوم الاثنين، لا سيما في ظل اضطرار المستثمرين للتعامل مع العديد من المتغيرات التي من المحتمل أن تُسهم في زيادة مستويات التقلب في الأسبوع المقبل. وبرغم خسارته لبعض المكاسب التي حققها سابقاً، بقي الدولار الأمريكي يحوم حول أعلى مستوياته على مدى الشهرين الماضيين، ويعود ذلك إلى الزيادة في أعداد حالات الإصابة بكوفيد-19 والغموض السياسي الذي منع المستثمرين من بيع ما في حوزتهم من العملة الأمريكية. وفي الوقت ذاته، بقيت أسعار النفط تحت الضغط بسبب المخاوف من ضعف الطلب عليه، كما باتت في طريقها للانخفاض للمرة الأولى على مدى الأشهر القليلة الماضية.

المناظرة التلفزيونية الأولى للانتخابات الرئاسية الأمريكية

يترقب الجميع موعد انتقال الحرب الكلامية بين الرئيس دونالد ترامب ومنافسه الديمقراطي جو بايدن إلى شاشة التلفاز يوم الثلاثاء المقبل. وبرغم مواصلة بايدن تصدره لنتائج استطلاعات الرأي الوطنية والعديد من الولايات المتأرجحة الفاصلة، ستلعب المناظرة التلفزيونية الأولى دوراً حاسماً في تعزيز هذه الصدارة أو تقليص الفارق بين الرئيس ومنافسه.

ومع ذلك، يبدو بأنّ الأسواق تُفضل فوز ترامب بولاية رئاسية ثانية، لا سيما وأنّ هذا سيعني استمرار العمل بالتخفيضات الضريبية الممنوحة للشركات، إن لم يجري إقرار المزيد منها، بينما قد ينعكس فوز بايدين على شكل زيادة في الضرائب المفروضة على المؤسسات والأشخاص ذوي الملاءمة المالية العالية. وعلاوة على ذلك، قد يعني فوز الديمقراطيين بالرئاسة إلى جانب سيطرتهم على كُل من مجلسي النواب والشيوخ الأمريكيين إمكانية فرض المزيد من اللوائح التنظيمية الخاصة بقطاعات الطاقة والخدمات المصرفية، إلى جانب إقرار تدابير أكثر صرامة فيما يتعلق بسياسات المنافسة ومكافحة الاحتكار والأمن السيبراني. وبرغم ذلك، من المتوقع أن يُسهم فوز بايدن بإعادة تعزيز علاقات الولايات المتحدة مع بقية دول العالم، لا سيما مع شركائها التجاريين الرئيسيين، مثل الصين وأوروبا، والذي قد يُعتبر إحدى النتائج الأولية الإيجابية بالنسبة للأسهم العالمية خارج الولايات المتحدة.

ونتوقع بالمُجمل استمرار حالة التقلب في قيم الأسهم مع اقترابنا من الثالث من نوفمبر المقبل، وحتى بعد هذا التاريخ في حال رفض ترامب الالتزام بمبدأ النقل السلمي للسلطة عند فوز بايدن بالانتخابات.

الوظائف في الولايات المتحدة

نجح الاقتصاد الأمريكي لغاية الآن في استعادة أقل بقليل من نصف الوظائف التي خسرها نتيجة للجائحة، علماً أنه سيحتاج لوقت طويل للغاية قبل أن يتمكن من استعادة كافة هذه الوظائف. وأصبحنا نلمس بعضاً من علامات التباطؤ التي تشوب عملية التعافي الاقتصادي برغم استمرارها على مدى الأشهر القليلة الماضية.

ومن المرجح أن يؤكد تقرير كشوفات رواتب الوظائف غير الزراعية المرتقب يوم الجمعة ما نتحدث عنه من تباطؤ في رحلة الاقتصاد نحو التعافي. وتتوقع الأسواق إضافة ما يصل إلى 875 ألف وظيفة خلال شهر سبتمبر الجاري، في انخفاض عن الـ 1.4 مليون وظيفة التي شهدها شهر أغسطس، وهبوط كبير عن الـ 4.8 مليون وظيفة التي جرت إضافتها خلال شهر يونيو الماضي. ومن شأن تسجيل أي تباطؤ جديد في مسار التعافي الاقتصادي أن يدفع الديمقراطيين والجمهوريين إلى وضع اللمسات النهائية على حزمة الحوافز الجديدة، والتي ما زال الحزبان بعيدان كُل البعد عن التوافق حولها لغاية الآن.

مباحثات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي تعود إلى الواجهة

تدخل المباحثات بين المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي مرحلتها الأخيرة خلال الأسبوع الجاري، حيث يرغب كلا الطرفين بتجنب سيناريو خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي دون التوصل إلى اتفاق، لا سيما في ظل استمرار معاناة الاقتصاد الأوروبي من تداعيات الزيادة في حالات الإصابة بكوفيد-19. وعلى مايبدو فقد نجح الطرفان في تقديم بعض التنازلات على مدى الأيام القليلة الماضية، وتبقى آلية ترجمة هذه التنازلات إلى خطوات ملموسة في الجولة الأخيرة للمباحثات العامل الأهم في هذه المرحلة.

وستشهد قيمة الجنيه الاسترليني زيادة طفيفة في حال اقترب الطرفان من التوصل إلى صيغة للاتفاق، ليدخلوا في متاهة تفاصيل مسودة هذا الاتفاق في إطار من السرية على مدى الأسبوعين المقبلين. ويتعين على المتداولين الاستعداد للتعامل مع النتيجة أيّاً كانت، برغم الأجواء الإيجابية التي نعيشها مع اقترابنا من الجولة الأخيرة من المباحثات.

تنويه: يحتوي هذا المقال على آراء خاصة بالكاتب، ولا ينبغي استخدامها كمشورة أو نصيحة للإستثمار، ولا يعتبر دافعاً للقيام بأي معاملات بأدوات مالية، وليس ضماناً أو توقعاً للحصول على أي نتائج في المستقبل. لا تضمن ForexTime (FXTM)، أو شركاءها المتعاونين، أو وكلاءها، أو مديريها، أو موظفيها أي صحة، أو دقة، أو حسن توقع أي معلومات أو بيانات واردة في هذا المقال، ولا يتحملون مسؤولية الخسائر الناتجة عن أي استثمار تم على أساسها.