•  ارتفاع في تداولات الأسهم استجابة للتنازلات التي قدمتها الولايات المتحدة الأمريكية والصين
  •  البنك المركزي الأوروبي يقدم سياسات تسهيل قد لا تتوافق مع التوقعات الحذرة
  • مستويات التضخم في الولايات المتحدة تحدد مسار أسعار الفائدة للاحتياطي الفدرالي

حققت الأسهم العالمية أرباحاً عزز الرينمبي الصيني موقعه صباح يوم الخميس بعد أن أعلن الرئيس الأمريكي ترامب تأجيل تطبيق الرسوم الجمركية لمدة أسبوعين. وجاء تأجيل فرض رسوم جمركية إضافية بنسبة 5% بعد أن أعفت الصين بعض البضائع الأمريكية من الرسوم الجمركية المفروضة بنسبة 25% كانت قد فرضتها العام الماضي.

وأسهمت هذه التنازلات الرمزية، رغم صغرها، في رفع معنويات المستثمرين الذين اعتبروها دلائل إيجابية قبل انطلاق أولى جولات المفاوضات الشهر المقبل. ولكن الأسواق لم تتخلى عن حالة الحذر، لأن المفاوضات قد تؤدي إلى نتائج غير متوقعة نظراً لتعقّد المصالح في هذه الحرب التجارية. ويمكن أن تتراجع هذه المكاسب التي حققتها أصول المخاطر خلال الأيام القادمة، مع سعي المستثمرين لحلول راسخة، والتي لن تظهر في القريب العاجل نظراً للاختلاف الهيكلي بين الطرفين.

كما أن قرار أسعار الفائدة الذي سيتخذه البنك المركزي الأوروبي سيكون عامل الخطر الأساسي خلال هذا الأسبوع، حيث يترقب المستثمرون تخفيض أسعار الفائدة وحزم التحفيز الاقتصادي بعد تدهور البيانات الاقتصادية الأوروبية. وازداد تراجع معظم البيانات الاقتصادية تقريباً منذ اجتماع البنك المركزي الأوروبي في 25 يوليو الماضي، والذي ترافق مع خطر الركود الاقتصادي المحدق بألمانيا، أكبر الاقتصادات في أوروبا، بعد انكماش الناتج المحلي الإجمالي للربع الثاني.

 ويواجه البنك المركزي الأوروبي العديد من التحديات، رغم قدرته على خفض أسعار الفائدة بشكل غير محدود، إذ أن أسعار الفائدة السلبية أضرّت بقطاع المصارف لسنوات عديدة، حيث أثرت منحنيات العائدات المسحطة والمعكوسة على أرباح البنوك. إلا أن الآثار السلبية للحرب التجارية المستمرة وصلت إلى المصنّعين في أوروبا، والأداة الوحيدة لتعويض ذلك هي إضعاف اليورو. ولا شك أن الرئيس ترامب لن يكون مسروراً بارتفاع قيمة الدولار الأمريكي فوق مستوياته الحالية، ويمكن بالتالي أن يضغط على الخزينة للتدخل في العملة. كما أن فكرة إعادة إطلاق برنامج التسهيلات الكمية في ألمانيا والدول الأوروبية يشهد معارضة شديدة، ونظراً لما سبق، فإن الاحتمالات كبيرة بأن يخيب قرار البنك المركزي الأوروبي آمال المستثمرين ويتسبب بارتفاع اليورو.

ومن حيث البيانات، سيكون تركيز المستثمرين منصبّاً على مؤشر أسعار المستهلك في الولايات المتحدة. إذ من المتوقع أن يتسارع التضخم الأساسي ليبلغ 2.3% مقارنة بالعام الماضي في أغسطس في زيادة عن نسبة 2.2% في الشهر السابق. ويمكن أن تؤدي أي مفاجآت إيجابية في الأسعار إلى تعقيد مهمة الاحتياطي الفدرالي، وتعزز موقع الدولار الأمريكي. ورغم أن تخفيض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس خلال اجتماع اللجنة الفدرالية للأسواق المفتوحة الأسبوع المقبل تبدو شبه مؤكدة، إلا أن مسار تطبيق تخفيضات أكبر سيكون رهناً باستمرار تخطي التضخم للتوقعات.

تنويه: يحتوي هذا المقال على آراء خاصة بالكاتب، ولا ينبغي استخدامها كمشورة أو نصيحة للإستثمار، ولا يعتبر دافعاً للقيام بأي معاملات بأدوات مالية، وليس ضماناً أو توقعاً للحصول على أي نتائج في المستقبل. لا تضمن ForexTime (FXTM)، أو شركاءها المتعاونين، أو وكلاءها، أو مديريها، أو موظفيها أي صحة، أو دقة، أو حسن توقع أي معلومات أو بيانات واردة في هذا المقال، ولا يتحملون مسؤولية الخسائر الناتجة عن أي استثمار تم على أساسها.