طبع التفاؤل عمليات تداول الأسهم الآسيوية والعقود الآجلة للأسهم الأمريكية للأسبوع الأخير من عام 2020. ورغم أن الرئيس ترامب كان قد وصف الأسبوع الماضي حزمة الإعانة المالية لأزمة كوفيد-19 والبالغة قيمتها 900 مليار دولار أمريكي بأنها "مشينة"، إلا أنه وقّع على القانون يوم الأحد إلى جانب قانون إنفاق بقيمة 1.4 تريليون دولار أمريكي.
ويسمح تمرير هاتين الحزمتين بتجنب الإغلاق الحكومي الجزئي، كما سيتلقى ملايين الأمريكيين العاطلين عن العمل دفعات مالية مباشرة وغيرها من أشكال المساعدات بعد أن كان برنامجان فدراليان معنيان بالعاطلين عن العمل قد انتهت صلاحيتهما يوم السبت.
وأخيراً بات بإمكاننا أن نتنفس الصعداء وأن نقول بأن الفوضى التي صاحبت قانون حزمة التحفيز قد انتهت. فقد تجنبت الأسواق حدوث عمليات تصفية وهذا من شأنه أن يقدم دفعة أخيرة لأصول المخاطر خلال أيام التداول الأربعة الأخيرة من هذا العام. لكن لا ينبغي للمستثمرين أن يشعروا بالحماس الزائد خاصةً وأن الأسواق قد شملت أساساً معظم الآثار الإيجابية لهاتين الحزمتين.
هذا ويأتي انطلاق حملة التطعيم الواسعة في أوروبا يوم أمس ليبعث بعض الأمل بأننا خطونا خطوةً باتجاه انتهاء الوباء. علماً أن التفاؤل السائد ينعكس حالياً في الأسواق حيث نشهد انخفاض الدولار الذي يعتبر ملاذاً آمناً مقابل معظم العملات الرئيسية النظيرة. أما اليورو، الذي كان العملة الأقوى خلال 2020 وارتفعت قيمته بمعدل 9% منذ بداية العام الجاري، فقد ارتفع بمعدل 0.2% في وقت مبكر من التداول. في حين أن الدولار الأسترالي الذي كان ثاني أفضل عملة أداءً فقد ارتفع هو الآخر بمعدل 0.2%، ليحقق مستوى هو الأعلى خلال سنتين ونصف تقريباً. لكن الجنية الإسترليني فشل في كسر حاجز الـ 1.36 عقب الاتفاقية التجارية التي جرى توقيعها الأسبوع الماضي في ظل غياب أي قرار بخصوص مدى السماح لشركات الخدمات المالية البريطانية بالوصول إلى أسواق الاتحاد الأوروبي. ونتوقع أن يجري تداول العملات في نطاقات ضيقة خاصةً وأن معظم المتداولين يعيشون في أجواء الأعياد.
كما ارتفعت قيمة الذهب بشكل حاد في البداية عقب التوقيع على حزمة الإعانة المالية لأزمة كوفيد-19 لكنه خسر معظم مكاسبه خلال التداولات المتأخرة في الأسواق الآسيوية. إلا أن ضعف الدولار يفترض أن يقدم مزيداً من الدعم للذهب، ولهذا كي يحافظ الذهب على قيمة أعلى من 1,900 دولار أمريكي سيتعين على الدولار الأمريكي مواصلة هذا الضعف اعتباراً من هذه النقطة. يشار إلى أن التحوط من مخاطر التضخم يلعب دوراً أساسياً في قوة الذهب ولا يحتمل أن نرى هذا قبل النصف الثاني من 2021. لكن أيّ إشارات على وجود ضغوطات سعرية قد ترفع قيمة الذهب إلى ما فوق 2,000 دولار أمريكي على المدى المتوسط.
تنويه: يحتوي هذا المقال على آراء خاصة بالكاتب، ولا ينبغي استخدامها كمشورة أو نصيحة للإستثمار، ولا يعتبر دافعاً للقيام بأي معاملات بأدوات مالية، وليس ضماناً أو توقعاً للحصول على أي نتائج في المستقبل. لا تضمن ForexTime (FXTM)، أو شركاءها المتعاونين، أو وكلاءها، أو مديريها، أو موظفيها أي صحة، أو دقة، أو حسن توقع أي معلومات أو بيانات واردة في هذا المقال، ولا يتحملون مسؤولية الخسائر الناتجة عن أي استثمار تم على أساسها.