واصل مؤشر ’ستاندرد آند بورز 500‘ ارتفاعه ليصل إلى مستوى قياسي جديد يوم الأربعاء مسجلاً أكثر من 3000 نقطة للمرة الأولى في تاريخه، بعد أن قدم جيروم باول، رئيس المجلس الاحتياطي الفدرالي مؤشرات واضحة لخفض أسعار الفائدة في وقت لاحق خلال الشهر الجاري خلال شهادته أمام الكونغرس الأمريكي. ولم تكن النتائج القوية التي سجلها تقرير الوظائف الأمريكي يوم الجمعة الماضي كافية لتؤدي إلى تراجع هذه التوقعات. في حين يعتبر البنك المركزي الأمريكي حالة عدم اليقين التي تحيط بتوترات التداول عوامل أساسية تستوجب خفض أسعار الفائدة، نظراً لامتناع الشركات عن الدخول في استثمارات جديدة وخفض الأسعار وتخوفها من زيادة الرواتب.
ويمكن أن تهدد هذه العوامل، في حال استمرارها لفترة أطول، التوسع الاقتصادي الحالي بسبب تباطؤ حالة النمو والتضخم، وهذا ما دفع باول وزملاءه إلى الدعوة لخفض أسعار التأمين.
ومن الواضح أن الأسواق ضمّنت توقعات بخفض أسعار الفائدة بمعدل 25 نقطة أساس في أسعارها خلال شهر يوليو. إلا أن التوقعات ببلوغ خفض أسعار الفائدة 50 نقطة أساس ازدادت بشكل كبير بعد شهادة باول، ونشر محضر اجتماع اللجنة الفدرالية للأسواق المفتوحة، حيث ارتفعت توقعات المستثمرين بخفض أسعار الفائدة بمعدل 50 نقطة أساس من 7% إلى 29%. في حين أدت التوقعات بتحرك قوي من مجلس الاحتياطي الفدرالي إلى انخفاض عائدات سندات الخزينة الأمريكية المستحقة بعد عامين بمعدل 8 نقاط أساس، وهي أكبر حركة شهدتها على مدى الأسابيع الثلاثة الماضية.
وعلى الرغم من أن خفض أسعار الفائدة بمعدل 50 نقطة أساس أصبح شبه مؤكد، فإن هذه الحركة تحمل خطورة كبيرة، نظراً للمؤشرات السلبية التي تحملها للأسواق بشكل عام. إذ قد تشير إلى أن توسع الاقتصاد الأمريكي يتهدده خطر أكبر مما أظهرته البيانات الصادرة مؤخراً، كما يمكن أن تعتبر تأثيراً سياسياً من البيت الأبيض.
كما خسر الدولار الأمريكي معظم أرباحه التي سجلها بعد تقرير الوظائف الذي صدر يوم الجمعة الماضي، ليتراجع ما دون مستوى 97 نقطة. وفي حال تراجع مؤشر أسعار المستهلك الأمريكي المرتقب اليوم، فإن ذلك سيشكل ضغطاً أكبر على العملة الأمريكية. كما حملت جلسة التداول الأمريكية اليوم تأثيرات خطاب مجلس الاحتياطي الفدرالي، إذ سيقدم رئيس المجلس، جيروم باول، شهادته الثانية اليوم أمام الكونغرس يتبعها كلمات يلقيها ويليامز وكاشكاري وبوستيك وباركين.
ولا شك أن الذهب سيكون المستفيد الأكبر من هذا التحول في السياسات المالية العالمية، إذ تخطى عتبة 1420 دولار أمريكي للأونصة في جلسة التداول الآسيوية اليوم، أي أنه أدنى بمقدار 17 دولار عن مستوى المقاومة. ويمكن أن يؤدي تجاوزه لمستوى 1438 دولار أمريكي للأونصة إلى حركة شراء إضافية، إذ سيستهدف المتداولون مستوى 1500 دولار أمريكي للأونصة.
ولم يؤدِ ضعف الدولار هذه المرة إلى ارتفاع قيمة العملات المشفرة، إذ تراجعت عملة ’بيتكوين‘ بنسبة 13% من أعلى مستوى سجلته يوم الأربعاء، بعد أن عبّر باول عن مخاوفه بشأن عملة ’فيسبوك ليبرا‘ إذ أشار إلى أن هذه العملة لا يمكن أن تتطور ما لم تعالج مجموعة التواصل الاجتماعي المخاوف الكبيرة المحيطة بهذا المشروع. ولا زلنا غير متأكدين مما إذا كان هذا التوجه نحو الهبوط مجرد حالة مؤقتة، أم أنه سيستمر لفترة أطول، إلا أن استمرار الانتقاد القوي من هيئات التنظيم المالي قد تؤدي إلى خسارات أكبر خلال الأيام المقبلة.
تنويه: يحتوي هذا المقال على آراء خاصة بالكاتب، ولا ينبغي استخدامها كمشورة أو نصيحة للإستثمار، ولا يعتبر دافعاً للقيام بأي معاملات بأدوات مالية، وليس ضماناً أو توقعاً للحصول على أي نتائج في المستقبل. لا تضمن ForexTime (FXTM)، أو شركاءها المتعاونين، أو وكلاءها، أو مديريها، أو موظفيها أي صحة، أو دقة، أو حسن توقع أي معلومات أو بيانات واردة في هذا المقال، ولا يتحملون مسؤولية الخسائر الناتجة عن أي استثمار تم على أساسها.