أثبتت أضخم البنوك الأمريكية من جديد قدرتها على تجاوز توقعات المحللين بفوارق كبيرة مع انطلاق موسم الإيرادات الأمريكية يوم أمس. وكانت عوامل مثل نمو الاستثمارات البنكية وأسواق رأس المال والحد من احتياطيات خسارة القروض من أهم الأسباب الكامنة وراء الأرباح الإجمالية التي حققتها بنوك جي بي مورغان وغولدمان ساكس وويلز فارجو. ومن جانبها، سيعلن كل من سيتي جروب وبنك أوف أمريكا عن نتائجهم المالية اليوم ما يتيح لنا أن نعرف ما إذا كانت المفاجآت الإيجابية ستتواصل.
وبرغم البداية القوية لموسم الإيرادات الحالي، لم تشهد الأسواق الأوسع القدر ذاته من الحماسة؛ إذ ألقى الانخفاض بواقع 1%، الذي سجلته القطاعات التكنولوجية والاستهلاكية الدورية، بظلالها على الارتفاع في أسهم شركات الطاقة والخدمات المالية. وكان الإدراج المباشر لشركة كوين بيس على بورصة ناسداك قد حظي بأعلى درجات التغطية يوم أمس، لا سيما وأنّ قيمة الشركة في السوق، والتي بلغت 86 مليار دولار أمريكي في نهاية الموسم المتقلب، ارتفعت لتصل إلى 112 مليار دولار أمريكي في وقت سابق من اليوم.
وبرغم الأجواء الحماسية التي تُميّز أسواق الأسهم، ما زالت أنظار المتداولين متجهة نحو الأسواق ذات الإيرادات الثابتة. إذ تُثبت سندات الخزينة الأمريكية بأنّ المستثمرين باتوا أكثر قناعة برسالة الاحتياطي الفدرالي حول الطابع المؤقت للزيادة في معدلات التضخم، وبأنّها لن تُفضي إلى أيّ تشديد في السياسات في أيّ وقت قريب. ومن جانب آخر، تراجعت إيرادات سندات الخزينة الأمريكية التي تستحق بعد عشرة أعوام إلى مستوى 1.61% يوم أمس، ما أسفر عن هبوط الدولار الأمريكي ليقارب أدنى مستوياته على مدى شهر كامل. ويُفسر التراجع في الإيرادات أيضاً الأداء المتفوق الذي أظهرته أسهم النمو مؤخراً بالمقارنة مع نظيرتها من أسهم القيمة.
وسيتابع المتداولون بيانات مبيعات التجزئة الأمريكية عن شهر مارس وأعداد مطالبات إعانة البطالة الأسبوعية المتوقع صدورها اليوم، إذ ليس بالضرورة أن تؤدي أيّ مفاجأة إيجابية في مبيعات التجزئة إلى ارتفاع قيمة الدولار. وكان إصدار بيانات مؤشر الأسعار الاستهلاكية قد تجاوز توقعات السوق مُسجلاً زيادة سنوية هي الأضخم من حيث الوتيرة على مدى ثلاثة أعوام تقريباً؛ غير أنّ هذا لم يمنع الدولار من التراجع. وأصبحنا بحاجة لمجموعة من المفاجآت الإيجابية القوية على الجانب الاقتصادي ليقتنع المستثمرون مجدداً بضغوط التضخم المتزايدة وليكون الدولار الأمريكي قادراً على متابعة منحاه التصاعدي لهذا العام.
تنويه: يحتوي هذا المقال على آراء خاصة بالكاتب، ولا ينبغي استخدامها كمشورة أو نصيحة للإستثمار، ولا يعتبر دافعاً للقيام بأي معاملات بأدوات مالية، وليس ضماناً أو توقعاً للحصول على أي نتائج في المستقبل. لا تضمن ForexTime (FXTM)، أو شركاءها المتعاونين، أو وكلاءها، أو مديريها، أو موظفيها أي صحة، أو دقة، أو حسن توقع أي معلومات أو بيانات واردة في هذا المقال، ولا يتحملون مسؤولية الخسائر الناتجة عن أي استثمار تم على أساسها.