في أسبوع كان المستثمرون يستعدون فيه لمخاطر سياسية ناجمة عن الانتخابات البريطانية العامة المقبلة وعدم الاستقرار السياسي في واشنطن، فوجئت الأسواق تمامًا على حين غرة صباح الاثنين بالإعلان عن قرار غير متوقع بقطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر والذي اتخذه الحلف الذي تتزعمه المملكة العربية السعودية. وأدى هذا الحدث غير المتوقع بدوره إلى الضغط على الأسواق في المنطقة، حيث تعرض سوق الأسهم في قطر لأكبر انخفاض منذ عام 2009 وهبط بنحو 8% خلال بداية التعاملات.  

ولم تكن المخاطر السياسية من الأمور التي تم تسعيرها في الأسواق في المنطقة، ولذلك فإن الأسواق لم تكن مستعدة لهذه التطورات والمستجدات والتي جذبت أكر قدر من الاهتمام العالمي في بداية أسبوع التداول الجديد.

وقد جاءت الأخبار في وقت يشكل فيه عدم الاستقرار السياسي في واشنطن والغموض قبيل الانتخابات العامة البريطانية مخاطر تستدعي من المستثمرين توخي الحرص والحذر، كما أن تصاعد التوتر السياسي الذي سيعقب هذه الأخبار من المرجح أن يخطف الأضواء حتى الانتخابات العامة البريطانية مساء الخميس المقبل. والسؤال الذي ربما تسأله الأسواق في الوقت الحالي وتنتظر إجابته على أحر من الجمر هو كيف سيكون رد فعل قطر، في ظل أن هذا التصاعد في المخاطر السياسية من المحتمل أن يؤثر على الأسهم في المنطقة بأسرها بأكثر مما حدث اليوم الاثنين.

وبينما ارتفعت أسواق النفط بعض الشيء في أعقاب الأخبار عن قطع العلاقات مع قطر، ولكن الأسعار تخلت مكاسبها في وقت لاحق بعد أن عاد المستثمرون للتركيز على التخمة الحالية في المعروض من النفط في السوق. وبشكل عام، فقرار قطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر والذي اتخذه الحلف الذي تتزعمه المملكة العربية السعودية لا يغير كثيرًا من التوقعات الحالية لأسواق النفط. والأمر الرئيسي المتعلق بالنفط ما يزال يدور حول القلق بشأن التخمة المستمرة في المعروض من النفط في ظل أن الجهود التي تبذلها منظمة أوبك يتم عرقلتها مرارًا وتكرارًا من جانب منتجي النفط في أماكن أخرى من العالم، ولاسيما منتجي النفط الصخري الأمريكي.

وقد أدى قرار قطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر والذي اتخذه الحلف الذي تتزعمه المملكة العربية السعودية لطرح أسئلة حول ما إذا كانت قطر سوف تلتزم بحصتها في الإنتاج. وصحيح إن قطر ليست من بين كبار البلدان المنتجة للنفط في العالم، ولكن خطر رد الفعل المحتمل يمكن أن يؤدي لإعادة تفكير المستثمرين في المخاوف السابقة بشأن عدم الالتزام باتفاق منظمة أوبك لخفض الإنتاج من أجل الحد من تخمة المعروض.

وأعتقد أن خطر قيام قطر بإنتاج النفط بأكبر من الحصة المخصصة من جانب منظمة أوبك يمكن أن يشجع بلدان أخرى في منظمة أوبك على عدم الالتزام بتنفيذ الاتفاق بنزاهة، وسيؤدي ذلك في نهاية المطاف لتعريض أسواق النفط للمزيد من الصدمات الهبوطية إذا حدث ذلك بالفعل.

الدولار الأمريكي يئن تحت وطأة ضغوط البيع

تعرض الدولار الأمريكي لضغط بيع جديدة يوم الجمعة الماضية بعد أن أثارت البيانات الضعيفة للوظائف الأمريكية في شهر مايو القلق بشأن قدرة البنك المركزي الأمريكي على رفع أسعار الفائدة لمرات أخرى هذا العام بعد الرفع المتوقع في شهر يونيو. وعلى الرغم من أن معدل البطالة قد انخفض بشكل غير متوقع إلى 4.3% كما أن متوسط الدخل في الساعة قد جاء متماشيًا مع التوقعات وسجل 0.2%، ولكن القراءة الأساسية الضعيفة لعدد الوظائف والتي بلغت 138 ألف وظيفة فقط كانت بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير حيث أثارت القلق بشأن قوة العمل في الولايات المتحدة. وفي ظل قيام الدببة بالاستغلال السريع لمفاجأة القراءة المنخفضة لتقرير الوظائف لشهر مايو للضغط على الدولار الأمريكي، يمكن أن يواجه الدولار الأمريكي خطر التعرض للمزيد من الهبوط في الفترة المقبلة.   

وما تزال المخاطر بالنسبة للدولار الأمريكي تميل إلى الجانب الهبوطي، لأن الغموض السياسي في واشنطن والبيانات الاقتصادية الضعيفة يؤثرون تأثيرًا سلبيًا كبيرًا على العملة.

ومن المنظور الفني، يتحرك مؤشر الدولار الأمريكي بشكل هبوطي للغاية على الرسم البياني اليومي. ومن المنتظر أن يؤدي الاختراق تحت مستوى 96.80 لتشجيع تراجع المؤشر بشكل أكبر والهبوط نحو مستوى 96.

الجنيه الإسترليني – الانتخابات البريطانية العامة تخطف الأضواء

ارتفع الجنيه الإسترليني بعض الشيء يوم الاثنين حيث كان زوج الجنيه الإسترليني/الدولار الأمريكي يحوم حول مستوى 1.2900 في ظل ترقب المستثمرين قبيل الانتخابات العامة البريطانية التي ستعقد يوم الخميس المقبل. وقد أصبح من الواضح للغاية أن التطورات المتعلقة بانسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي قد تحدد اتجاه الجنيه الإسترليني كما أن الغموض الذي يكتنفها من المرجح أن يحد من المكاسب الصعودية. ونظرًا لأن استطلاعات الرأي الأخيرة تشير إلى موقف محتمل تعجز فيه تيريزا ماي عن الفوز بعدد كاف من المقاعد اللازمة لتشكيل الحكومة، أصبح المستثمرون قلقون للغاية من إمكانية حدوث سيناريو "برلمان بدون أغلبية حزبية مطلقة".

ومن المرجح أن يتصاعد الغموض والقلق قبيل الانتخابات العامة التي ستعقد يوم الخميس ومن المنتظر أن تؤدي هذه النتائج لتعريض الجنيه الإسترليني للمزيد من ضغوط البيع.

السلع تحت المجهر - الذهب

ارتفع الذهب يوم الاثنين وصعدت الأسعار نحو مستوى 1281 دولار حيث منح ضعف الدولار الأمريكي سببًا قويًا لثيران الذهب لبدء جولات كثيفة من الشراء. ونظرًا لأن التوقعات بقيام البنك المركزي الأمريكي برفع أسعار الفائدة في شهر يونيو قد تلقت ضربة مؤلمة في أعقاب تقرير الوظائف غير الزراعية لشهر مايو المخيب للآمال، ما يزال المعدن الأصفر النفيس مدعومًا بشكل كبير.

وأعتقد أن التوقعات بالنسبة للذهب ما تزال تميل إلى الجانب الصعودي، ولاسيما عند الأخذ في الاعتبار أن الإقبال على أصول الملاذ الآمن يمكن أن يزيد بسبب عدم الاستقرار السياسي في واشنطن والمخاوف بشأن تداعيات انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. ومن المنظور الفني، من المرجح أن يؤدي الاختراق فوق مستوى 1275 دولار لتشجيع مواصلة الارتفاع نحو مستوى 1300 دولار. 

تنويه: يحتوي هذا المقال على آراء خاصة بالكاتب، ولا ينبغي استخدامها كمشورة أو نصيحة للإستثمار، ولا يعتبر دافعاً للقيام بأي معاملات بأدوات مالية، وليس ضماناً أو توقعاً للحصول على أي نتائج في المستقبل. لا تضمن ForexTime (FXTM)، أو شركاءها المتعاونين، أو وكلاءها، أو مديريها، أو موظفيها أي صحة، أو دقة، أو حسن توقع أي معلومات أو بيانات واردة في هذا المقال، ولا يتحملون مسؤولية الخسائر الناتجة عن أي استثمار تم على أساسها.