• تراجُع مؤشر داو جونز بأكثر من 800 نقطة خلال يومين
  •  مؤشرات الولايات المتحدة تتراجع عن المتوسط المتحرك لفترة 50 و100 يوم
  • حرب تجارية جديدة في الأفق بين الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا

انخفاض حاد ضرب أسواق الأسهم العالمية يوم الأربعاء مع تراجع مؤشر ’داو جونز‘ الصناعي بأكثر من 494 نقطة ليصل إجمالي تراجعه خلال يومين إلى 800 نقطة في حين تراجع مؤشر ’فوتسي 100‘ في المملكة المتحدة بنسبة 3.2% في أكبر تراجع له خلال يوم واحد منذ يناير 2016 كما تراجع مؤشر ’نيكاي 225‘ الياباني ومؤشر بورصة أستراليا بنسبة تزيد عن 2% اليوم.

 ويترقب المتداولون المدفوعون باستراتيجياتٍ كميّة أن تسير الأمور نحو الأسوء، وخاصةً مع تراجع المؤشرات الأمريكية الرئيسية الثلاثة عن المتوسط المتحرك لفترة 50 و100 يوم، والذي يعتبر مؤشراً سلبياً للظروف المستقبلية للسوق.

 وازداد الإقبال على السندات، وهي اللحظة التي كان ينتظرها المستثمرون الذين جمعوا عقود السندات في محافظهم خلال العام الماضي، إلا أن عملية البيع في أسواق الأسهم جاءت متأخرة كما هي العادة دائماً.

 ما هي مسببات هذا التراجع؟

بدأت عمليات بيع الأسهم يوم الثلاثاء بعد تراجع المؤشر الصناعي لمعهد إدارة الموارد ومؤشر مديري المشتريات الصناعي في الولايات المتحدة إلى أدنى مستوياتهما خلال العقد الماضي. وتسارعت عمليات البيع بعد نشر تقرير الوظائف الذي تصدره شركة ’إيه دي بي‘ والذي أظهر تباطؤ معدلات التوظيف. كما أسهمت التقارير التي أشارت إلى احتمال فتح الولايات المتحدة جبهة جديدة في سلسلة حروبها التجارية مع أوروبا بعد حكم منظمة التجارة العالمية في زيادة الوضع سوءاً. وعلى الرغم من أن الوقت لا يزال مبكراً على الحكم بتكرار الفوضى التي أدت إلى تراجع مؤشر ’ستاندرد آند بورز500‘ بنسبة 19% خلال الربع الأخير من العام الماضي، إلا أن قائمة المخاطر تستمر في الازدياد.

ترامب يلقي باللوم على الاحتياطي الفدرالي والحزب الديمقراطي

 سارع الرئيس ترامب إلى إلقاء اللوم على رئيس الاحتياطي الفدرالي جيروم باول على تراجع مستويات الأنشطة الصناعية. كما اتهم الديمقراطيين في اليوم التالي بالتسبب في عمليات البيع في أسواق المال، بسبب التحقيق الرامي إلى عزله من منصبه، حيث اعتاد ترامب على ربط سياساته بارتفاع أسواق الأسهم وإلقاء اللوم في حالة الخسائر على الآخرين.

 وهذا ما يسمى بتحيّز "نسب الفضل إلى الذات" في مجال السلوكيات المالية، إذ يشير هذا المصطلح إلى قيام الشخص بنسب الفضل بالنجاح إلى مهاراته الشخصية، في حين يلقي باللوم في حالة الإخفاق على عوامل خارج نطاق سيطرته. ولا شك أن الأسهم الأمريكية قد استفادت خلال العامين الماضيين من الإصلاحات الضريبية "بفضل الرئيس ترامب"، إلا أن تحقيق عزله والاحتياطي الفدرالي ليسا المسببين لتراجع أسواق الأسهم، بل الحرب التجارية التي أشعلها الرئيس ترامب ذاته.

 ولهذا السبب ستكون المفاوضات التجارية التي ستجري الأسبوع القادم بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين بالغة الأهمية بالنسبة لأسواق المال. إذ يمكن أن يسهم التوصل إلى حل أو اتفاق مؤقت في منع تدهور الوضع.

 بيانات إضافية من السوق الأمريكية

وقبل استئناف المحادثات الصينية الأمريكية، ستتجه أنظار المستثمرين إلى البيانات الصدارة عن السوق الأمريكي، وخاصةً مؤشر معهد إدارة التوريد للقطاع غير الصناعي الذي سيصدر اليوم وتقرير الوظائف غير الزراعية الذي سيصدر غداً، وإذا تحوّل الانكماش الذي تعاني منه أنشطة التصنيع إلى ضعفٍ يشمل قطاع الخدمات، فإن الوضع سيكون مقلقاً للغاية. نظراً لكون الاقتصاد الأمريكي قائماً على الإنفاق الاستهلاكي، والذي يتألف في ثلثيه من الخدمات، مثل الإسكان وخدمات الرعاية الصحية. وسيشير أي تراجع في هذا القطاع إلى احتمالات حدوث ركود في الاقتصاد الأمريكي.

تنويه: يحتوي هذا المقال على آراء خاصة بالكاتب، ولا ينبغي استخدامها كمشورة أو نصيحة للإستثمار، ولا يعتبر دافعاً للقيام بأي معاملات بأدوات مالية، وليس ضماناً أو توقعاً للحصول على أي نتائج في المستقبل. لا تضمن ForexTime (FXTM)، أو شركاءها المتعاونين، أو وكلاءها، أو مديريها، أو موظفيها أي صحة، أو دقة، أو حسن توقع أي معلومات أو بيانات واردة في هذا المقال، ولا يتحملون مسؤولية الخسائر الناتجة عن أي استثمار تم على أساسها.