توصل الكونغرس أخيراً وبعد أشهر طويلة من المفاوضات المتعثرة إلى اتفاق على إقرار حزمة إعانة اقتصادية بقيمة 900 مليار دولار أمريكي لتحفيز الاقتصاد الأمريكي.

ومع أنّ قيمة الحزمة المتفق عليها حالياً لا تصل إلى نصف قيمة الاتفاق البالغة 2 تريليون دولار أمريكي الذي كان كُلّ من بيلوسي وإدارة ترامب على وشك إقراره قبل انطلاق الانتخابات الرئاسية في نوفمبر الماضي، إلا أنه يعتبر إنجازاً مقارنة بعدم إقرار أي حزم تحفيزية. وأخفق التوافق حول حزمة التحفيز في زيادة الإقبال على أصول المخاطر صباح اليوم، لا سيما وأنّ الأسهم الآسيوية تراجعت في وسط الاضطراب الذي تسببت به ظهور سلالة جديدة من فيروس كورونا المستجد في المملكة المتحدة. ومن المتوقع أن تستهل الأسواق الأوروبية تداولاتها بوتيرة هادئة، لا سيما وأنّه من المرجح أن يُسهم تعثر مفاوضات بريكست في الحدّ من الإقبال على المخاطر. وقد تهدأ تقلبات السوق على مدى الأيام القليلة المقبلة، خاصة مع ابتعاد المستثمرين عن السوق مع قُرب انطلاق عطلة أعياد نهاية العام يوم الجمعة.

العد التنازلي لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي: الموعد النهائي يلوح في الأفق

من المقرر أن تُستأنف المفاوضات بين المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي اليوم بعد أن أخفق الطرفان في الالتزام بموعد نهائي آخر للتوصّل إلى اتفاق تجاري لمرحلة ما بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

ويجدر التساؤل الآن عن الخطوة التالية، في ظل تحذيرات البرلمان الأوروبي حول عزمه الامتناع عن تصديق أيّ اتفاق خلال عام 2020 ما لم يتم طرحه أمام أعضائه بحلول يوم الأحد. ومع بقاء عشرة أيام فقط لنهاية المرحلة الانتقالية، فلم يعد هناك متسع من الوقت للتوصل إلى اتفاق تجاري حول خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. وبات من الواضح أنّ مسألة دخول صيادي منطقة الاتحاد الأوروبي لصيد الأسماك في المياه البريطانية تبقى العقبة الرئيسية التي تعيق تقدم المحادثات. وبعد ما شهدناه من أخذ ورد مستمر على مدى الأعوام القليلة الماضية، أصبحنا معتادين على هذا السيناريو فيما يتعلق بمفاوضات بريكست، غير أنّ الأسبوع المقبل قد يكون حرجاً بالنسبة للجنيه الإسترليني، لا سيما وأنّ الموعد النهائي في 31 ديسمبر الجاري بات يلوح في الأفق.

ومن الجانب الفني، يبدو بأنّ الجنيه الإسترليني سجّل بعض التراجع صباح اليوم بسبب المخاوف من سيناريو خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي دون التوصل لاتفاق؛ إذ هبطت قيمته بأكثر من 1.5% مقابل الدولار، مقترباً من حاجز 1.3300 عند كتابة هذا التقرير. وقد يفتح أيّ هبوط تحت مستوى الدعم هذا الباب أمام العودة نحو معدل 1.3200 مقابل الدولار.

لمحة على السلع الأساسية – الذهب

أسهم التوافق بين الحزبين حول حزمة التحفيز المالي في الولايات المتحدة الأمريكية في زيادة الثقة في أوساط المضاربين على ارتفاع الذهب حاجز 1900 دولار أمريكي. ومن المرجح أن يبقى الإقبال على شراء المعدن الثمين مدعوماً بالمخاوف الناجمة عن انتشار كوفيد-19 وانخفاض قيمة الدولار الأمريكي. وكان الذهب قد ارتفع بحوالي 7% خلال الشهر الجاري وقد يكون قادراً على تحقيق مزيد من المكاسب في حال تمكّن المضاربون من الحفاظ على السيطرة بعد تجاوزه حاجز 1900 دولار أمريكي. ومع ذلك، قد يُبرهن هذا المستوى عن مقاومة عنيدة، ما يعني بأنّ التراجع لنطاق 1850 دولار أمريكي سيكون ضمن السيناريوهات المتوقعة.

تنويه: يحتوي هذا المقال على آراء خاصة بالكاتب، ولا ينبغي استخدامها كمشورة أو نصيحة للإستثمار، ولا يعتبر دافعاً للقيام بأي معاملات بأدوات مالية، وليس ضماناً أو توقعاً للحصول على أي نتائج في المستقبل. لا تضمن ForexTime (FXTM)، أو شركاءها المتعاونين، أو وكلاءها، أو مديريها، أو موظفيها أي صحة، أو دقة، أو حسن توقع أي معلومات أو بيانات واردة في هذا المقال، ولا يتحملون مسؤولية الخسائر الناتجة عن أي استثمار تم على أساسها.