عادت مشاعر الارتياح لتسود الأسواق المالية مع تراجع مخاوف المستثمرين نتيجة انطلاق جولة جديدة من المفاوضات على وقف إطلاق النار بين روسيا وأوكرانيا.
وسجلت الأسهم الآسيوية بعض المكاسب عند بدء التداولات صباح الثلاثاء في استجابة للمؤشرات الإيجابية الواردة من وول ستريت خلال الليل، لا سيما مع تجاهل الأطراف الفاعلة في السوق للمخاوف الناجمة عن زيادة أسعار الفائدة والتركيز على التطورات الجيوسياسية في مختلف أنحاء العالم. ومن جانبها، عزّزت الأسهم الأوروبية من مكاسبها صباح اليوم متأثرة بتحسُّن اتجاهات السوق، مع احتمالات ببقاء زمام المبادرة في أيدي المضاربين على ارتفاع قيمة الأسهم الأمريكية في وقت لاحقٍ من ظهيرة هذا اليوم نتيجة لارتفاع معدلات الإقبال على المخاطر.
وأمّا على صعيد العملات، استرعى الين الياباني اهتمامنا بسبب تراجعه لمستويات لم يشهدها منذ سبعة أعوام، نتيجة تدخل بنك اليابان في سوق السندات لتحديد سقف العائدات. ومن ناحية أخرى، تراجعت أسعار النفط مدفوعة بالمخاوف في جانب الطلب نتيجة تدابير الإغلاق الجديدة في الصين، بينما لم يكن للذهب دورٌ يُذكر أمام الدولار القوي وعائدات سندات الخزينة المرتفعة. وكانت عائدات سندات الخزينة الأمريكية التي تستحق بعد عشرة أعوام والمتابعة على نطاق واسع قد سجّلت نمواً بواقع 2.5% يوم أمس.
وعلى الجانب الجيوسياسي، أعرب الرئيس الأوكراني عن استعداده لمناقشة مسألة حيادية دولته كجزء من اتفاقية السلام مع روسيا. وقد يُسهم التوصل إلى وقف فعلي لإطلاق النار إلى مزيد من التحسُّن في توجهات السوق العالمية في خطوة تُنعش ثقة المستثمرين وتُعزز من أداء أسواق الأسهم.
تراجع الين الياباني يستدعي تدخل بنك اليابان
يُواجه الين الياباني صعوبة كبيرة في التعافي من الخسائر الكبيرة التي سبّبتها عمليات التصفية الواسعة يوم أمس. فقد تراجع الين إلى أسوأ مستوياته مقابل الدولار الأمريكي على مدى سبعة أعوام، بعد أن عرض بنك اليابان شراء كمية غير محدودة من السندات الحكومية اليابانية التي تستحق بعد عشرة أعوام في أعقاب ارتفاع العائدات لمستويات قياسية جديدة على مدى ستة أعوام لتصل إلى 0.255%.
قد يعتقد البعض بأنّ المستويات المرتفعة للغموض والمخاطر الجيوسياسية ستدفع المستثمرين نحو اقتناء الين الياباني. غير أنّ العملة اليابانية تراجعت مقابل جميع نظيراتها من العملات العشرة الرئيسية منذ 24 فبراير، منذ بداية الغزو الروسي لأوكرانيا.
وبات من الواضح بأنّ ضعف الين ناجم عن تباين سياسات البنك المركزي وغيره من العوامل المختلفة. ففي حين أعرب الاحتياطي الفدرالي عن استعداده لزيادة أسعار الفائدة بشكل ملحوظ لكبح جماح التضخم، يُواصل بنك اليابان التزامه بتدابيره السابقة المتساهلة مع مستويات التضخم. وقد يشهد الين مزيداً من الخسائر في حال واصل البنك المركزي الياباني التدخل للحيلولة دون ارتفاع العائدات فوق حاجز 0.25% المنصوص عليه في السياسات المعتمدة، بينما تستمر عوائد السوق الرئيسية الأخرى في الارتفاع.
ومن الناحية الفنية، يبدو زوج عملات الدولار الأمريكي / الين الياباني في طريقه لتسجيل ارتفاع كبير على جداول التداولات اليومية. وسيفسح إغلاق قوي فوق مستوى 125.00 المجال للوصول إلى أعلى المستويات المُسجلة عام 2015 عند 125.85. وفي حال ثبوت قدرة 125.00 كمستوى مقاومة موثوق، فقد تتراجع الأسعار نحو 122.50 قبل أن تستقر بعض الشيء.
تقلُّب أسعار النفط قُبيل اجتماع مجموعة أوبك بلس
شهدت مؤشرات النفط أداءً متقلباً صباح اليوم بعد تراجعها خلال جلسة التداولات السابقة في خضم المخاوف بانخفاض مستويات الطلب من الصين. وفقد كُلٌّ من خام غرب تكساس وخام برنت 7% من قيمتهما منذ بداية الأسبوع الجاري.
وكانت الصين، التي تملك ثاني أكبر اقتصادات العالم، قد أعلنت عن أضخم تدابير الإغلاق على مستوى المدن منذ بدء انتشار كوفيد-19 قبل أكثر من عامين. ويُلقي هذا التطور بظلاله السلبية على أسواق النفط، لا سيما وأنّ الصين تُعد أضخم مستهلكي النفط الخام في العالم.
وتترقب الأسواق مزيداً من التقلب قُبيل انطلاق اجتماع مجموعة أوبك بلس المرتقب يوم الخميس. وسيُحدد الائتلاف مستويات إنتاج النفط اعتباراً من الأول من مايو مع توقعات تُرجح التزامه بالحصص المحددة مسبقاً مع زيادة بمقدار 400 ألف برميل يومياً. وستبقى أسعار النفط حساسة تجاه أي تطورات جديدة بشأن تدابير الإغلاق في الصين والأزمة في أوكرانيا.
هل يتراجع الذهب في الأيام القادمة؟
قد يكون الذهب على موعد مع أسبوع عصيب، لا سيما وأنّ استئناف مباحثات السلام يُنعش مستويات الإقبال على المخاطر. وقد يزداد الوضع سوءاً في حال تواصل ارتفاع الدولار وعائدات الخزينة، ما قد يدفع المعدن الثمين نحو انخفاض حادٍ متواصل. وإلى جانب ذلك، قد يُعزز تقرير الوظائف الأمريكية المرتقب يوم الجمعة من التحديات التي يواجهها الذهب في حال تجاوزت الأرقام الصادرة عنه توقعات السوق.
وقد تُواصل الأسعار منحاها التنازلي في حال شهد الذهب تراجعاً قوياً لما دون مستوى الدعم عند 1910 دولار للأونصة. وقد يفسح هذا المجال لانخفاض جديد نحو 1900 وثم 1875 دولار للأونصة. بينما قد تتعافى الأسعار نحو مستويات 1965 و2000 دولار للأونصة، على الترتيب، في حال ثبوت قدرة مستوى 1910 دولار للأونصة على تقديم الدعم الموثوق.
تنويه: يحتوي هذا المقال على آراء خاصة بالكاتب، ولا ينبغي استخدامها كمشورة أو نصيحة للإستثمار، ولا يعتبر دافعاً للقيام بأي معاملات بأدوات مالية، وليس ضماناً أو توقعاً للحصول على أي نتائج في المستقبل. لا تضمن ForexTime (FXTM)، أو شركاءها المتعاونين، أو وكلاءها، أو مديريها، أو موظفيها أي صحة، أو دقة، أو حسن توقع أي معلومات أو بيانات واردة في هذا المقال، ولا يتحملون مسؤولية الخسائر الناتجة عن أي استثمار تم على أساسها.