- تجاوز سعر برميل النفط حاجز السبعين دولار أمريكي في ظل مخاوف من انقطاع الإمدادات
- اقتراب الذهب من حاجز 1,600 دولار أمريكي بالتزامن مع لجوء المستثمرين إلى أصول الملاذ الآمن
- انخفاض قيمة أسواق الأسهم في جميع أنحاء العالم يوم الاثنين
كان من المفترض أن يشهد عام 2020 انتعاشة حقيقية في الاقتصاد العالمي، لا سيّما في ظل تضاؤل حدة التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين وحصول المستثمرين على المزيد من الشفافية فيما يتعلق بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. غير أنّ الأحداث التي شهدها الأسبوع الماضي، أسهمت في ظهور الشكوك حول صحة هذه التوقعات. فمن غير المرجّح أن يُسهم اغتيال الولايات المتحدة لواحد من أبرز القادة العسكريين الإيرانيين في إنهاء الحرب كما ادعى الرئيس الأمريكي ترامب، بل ستُؤدي هذه الخطوة إلى نشوب موجة جديدة من النزاعات في منطقة الشرق الأوسط، الأمر الذي سيُلقي بظلاله على العالم بأسره.
وصوّت البرلمان العراقي خلال عطلة نهاية الأسبوع على قرار ينص على إخراج القوات الأمريكية من البلاد، بينما أعلنت إيران تنصّلها من أيّة التزامات وافقت عليها سابقاً بموجب الاتفاق النووي المبرم عام 2015، وشهدت كينيا من جهة أخرى مقتل ثلاثة أمريكيين نتيجة لهجوم شنّته إحدى المجموعات الجهادية على قاعدة عسكرية فيها. وفي ظلّ الغموض الذي يلف المرحلة المقبلة، دفع المستثمرون أسعار النفط لما فوق حاجز 70 دولار أمريكي للبرميل، في زيادة بلغت 4 دولارات أمريكية منذ اندلاع النزاع، بينما ارتفعت قيمة الذهب إلى أعلى مستوياتها خلال أكثر من ستة أعوام.
وفي سبتمبر الماضي، تسبب هجوم بطائرات الدرون على منشأة البقيق لمعالجة النفط الخام في المملكة العربية السعودية بارتفاع أسعار خام برنت بنسبة تجاوزت 20%، غير أنّه سُرعان ما اتخذت هذه المكاسب منحى عكسياً نظراً لإعادة الإنتاج إلى مستوياته المعتادة على نحو سريع ومرور السوق بحالة من المخاطرة قصيرة الأمد. ويصعب علينا في ظل الموقف الحالي معرفة فيما إذا كنا مقبلين على اضطرابات أكبر في إمدادات النفط بحيث ترتفع أسعاره إلى مستويات أعلى بكثير.
ويمكننا أن نلمس على نحو مثير للاهتمام قيام بعض المستثمرين بشراء عقود خيار الشراء بما يقارب المائة دولار أمريكي للتأمين ضد الزيادات الكبيرة في الأسعار أو تحقيق الأرباح منها؛ إذ يتوقع المستثمرون استهداف إيران لحركة الشحن في مضيق هرمز، وهي المنطقة المسؤولة عن تدفق خُمس إمدادات النفط العالمية. وسيؤدي إغلاق هذا المضيق، حتى لفترة وجيزة، إلى ارتفاعٍ خيالي في أسعار النفط. ومن غير المرجح أن يترك ارتفاع الأسعار وتداول النفط ضمن نطاق سعري يتراوح بين 70-80 دولار أمريكي للبرميل أيّة آثار ملموسة على الاقتصاد العالمي، بينما ستبرز العواقب الكبيرة لدى اقترابنا من حاجز المائة دولار للبرميل، الأمر الذي سينتج عنه عمليات بيع حادة في أسواق الأسهم.
ويُعتبر الذهب ثاني الأصول المستفيدة من ازدياد حدة النزاع بين إيران والولايات المتحدة؛ إذ تجاوز المعدن الأصفر أعلى المستويات التي سجّلها العام الماضي ومستوى المقاومة البالغ 1557 دولار أمريكي ويبدو بأنّه يتجه نحو المستوى النفسي البالغ 1600 دولار أمريكي. فليس هُناك حل أفضل من شراء الذهب في ظل الاضطرابات السياسية وغموض السوق، وعلى الرغم مما تُظهره الجداول البيانية من إفراط في شرائه، يتواصل الارتفاع في أسعاره ما دام الغموض سيداً للموقف.
وسيُحافظ المستثمرون على موقفهم الدفاعي في الوقت الراهن، بينما من المتوقع أن تلحق أسواق الأسهم الأوروبية بنظيرتها الأمريكية والآسيوية في مستويات الانخفاض، لا سيّما وأن الجميع يترقبون خطوة انتقامية محتملة من إيران. ويُشار إلى أنّ مثل هذه الخطوة قد لا تكون فورية، بل حدثاً طويل الأمد يفرض على المستثمرين ضرورة أخذه بالحسبان لدى حساب نسبة المخاطر ضمن محفظاتهم.
تنويه: يحتوي هذا المقال على آراء خاصة بالكاتب، ولا ينبغي استخدامها كمشورة أو نصيحة للإستثمار، ولا يعتبر دافعاً للقيام بأي معاملات بأدوات مالية، وليس ضماناً أو توقعاً للحصول على أي نتائج في المستقبل. لا تضمن ForexTime (FXTM)، أو شركاءها المتعاونين، أو وكلاءها، أو مديريها، أو موظفيها أي صحة، أو دقة، أو حسن توقع أي معلومات أو بيانات واردة في هذا المقال، ولا يتحملون مسؤولية الخسائر الناتجة عن أي استثمار تم على أساسها.