تستهل أسواق الأسهم جلسة تداول يوم الخميس في أجواء يسودها التردد والتخوف، لا سيما بعدما أشارت إليه محاضر اجتماعات الاحتياطي الفدرالي لشهر ديسمبر من توجه لزيادة أسعار الفائدة أسرع مما كان متوقعاً.
وتراجعت قيمة الأسهم الآسيوية في تداولات هذا الصباح في أعقاب عمليات التصفية واسعة النطاق التي شهدتها وول ستريت بين ليلة وضحاها بعدما ألقت الإشارات الصادرة عن محاضر اجتماع لجنة السوق المفتوحة الفدرالية وانتشار متحور أوميكرون بظلالها السلبية على ثقة المستثمرين. ومن جانبه، وجد الذهب نفسه تحت مستويات كبيرة من الضغط مع معاناة الأسعار للحفاظ على معدلاتها فوق مستوى الدعم النفسي عند 1800 دولار للأونصة. وأمّا فيما يتعلق بسوق صرف العملات، فقد ارتفعت قيمة الدولار الأمريكي في ضوء زيادة عوائد سندات الخزينة الأمريكية جرّاء نشر محاضر الاجتماع.
وتُحافظ الأسهم العالمية بلا شك على حساسيتها العالية تجاه زيادة التوقعات برفع أسعار الفائدة، لا سيما بالنظر إلى استجابة السوق إلى الموقف الحالي الأكثر دعماً لمساعي كبح جماح التضخم. وقد يشوب الأجواء العامة للأسواق نوع من التوتر والاضطراب مع توجه المستثمرين لاعتماد موقف أكثر حذراً لا سيما في ظلّ قُرب صدور تقرير الوظائف الأمريكية لشهر ديسمبر. وكان الأسبوع الأول للتداول لعام 2022 قد بدأ بمفاجأة كبيرة بالفعل بصرف النظر عن النتيجة المرتقبة يوم الجمعة.
كشوفات رواتب الوظائف الأمريكية غير الزراعية تحت دائرة الضوء
تتجه جميع الأنظار الآن نحو تقرير الوظائف الأمريكية غير الزراعية المتوقع صدوره يوم الجمعة، حيث سيلجأ المستثمرون إلى فحص المعلومات المرتقبة بشكل دقيق للوقوف على مدى صحة سوق العمالة الأمريكية ومعدلات نمو الرواتب فيها.
وكان تقرير الوظائف الصادر عن مؤسسة أوتوماتيك داتا بروسيسنج يوم أمس قد كشف عن زيادة معدلات التوظيف في القطاع الخاص بواقع 807 آلاف وظيفة خلال شهر ديسمبر الماضي. وكان هذا الرقم مغايراً بالكامل لتوقعات السوق ومثّل قفزة هائلة عن الـ 505 آلاف وظيفة المُسجلة في شهر نوفمبر. وقد تكون الأسواق تُجهّز نفسها لارتفاع مُحتمل في الأرقام، علماً أنّ البيانات الصادرة عن مؤسسة أوتوماتيك داتا بروسيسنج لا تُمثّل مؤشراً قوياً لما يُمكن أن يحمله تقرير كشوفات الرواتب الأمريكية غير الزراعية المتوقع صدوره يوم الجمعة. وتُجمع الآراء على توقع توفير الاقتصاد الأمريكي لـ 425 ألف وظيفة خلال الشهر الماضي، مع تراجع معدلات البطالة إلى 4.1 من 4.2%.
ولا بُدّ أن نأخذ بالاعتبار في الوقت ذاته بأنّ تقرير الوظائف الأمريكية يصدر في توقيت أعلن فيه الاحتياطي الفدرالي بأنّ خطوات رفع أسعار الفائدة قد تكون أكثر شدّة مما هو متوقع، وفي خضم مخاوف من زيادة معدلات التضخم. وتُرجّح التوقعات بنسبة 80% صدور قرار بزيادة أسعار الفائدة خلال اجتماع الاحتياطي الفدرالي لشهر مارس. بينما يبدو بأنّ هُناك إجماع عام في أوساط الاحتياطي الفدرالي بأنّ الهدف الأقصى لتوفير الوظائف بات في متناول اليد، وبالتالي قد يلعب تقرير الوظائف الأمريكية غير الزراعية دوراً محورياً في إثبات صحة هذه النظرية.
وتُرجح التوقعات أن يُسهم تجاوز تقرير الوظائف لتوقعات السوق في تقوية الثقة بالاقتصاد الأمريكية وتعزيز التوقعات بتوجه الاحتياطي الفدرالي لزيادة أسعار الفائدة خلال فصل الربيع. ومن ناحية أخرى، قد تؤدي هذه التطورات إلى تعزيز قوة الدولار مع زيادة الضغوط الواقعة على المضاربين المتفائلين بارتفاع أسعار الأسهم وقيمة الذهب. وبدلاً من ذلك، قد يُثير ارتفاع الأرقام الواردة في تقرير كشوفات الرواتب، كما كانت الحال في شهر نوفمبر، التساؤلات بشأن صحة الاقتصاد الأمريكي وقُدرة الاحتياطي الفدرالي على إقرار أيّ زيادات كبيرة في أسعار الفائدة.
لمحة على السلع الأساسية – الذهب
يُمثل اجتماع عوامل مثل ازدياد قوة الدولار وتوجه الاحتياطي الفدرالي لكبح جماح الفائدة وارتفاع عوائد سندات الخزينة مزيجاً سلبياً للغاية بالنسبة للذهب؛ إذ يعيش المعدن الثمين تحت الضغط أصلاً على الجداول البيانية اليومية مع معاناة الأسعار للحفاظ على مستواها فوق حاجز الـ 1800 دولار للأونصة لغاية تاريخ كتابة هذا التقرير.
ومن المُرجح أن يتأثر سيناريو اختتام الذهب لأسبوع التداولات بشكل كبيرة ببيانات الوظائف الأمريكية المرتقب يوم الجمعة. ومن شأن أيّ نُسخة قوية من التقرير أن تكبح جماح المتفائلين بارتفاع أسعار الذهب، ما يفسح المجال أمام مزيد من التراجع نحو حاجز الـ 1786 وحتى 1770 دولار للأونصة. بينما قد تتعافى الأسعار نحو مستويات 1810 و1831 دولار للأونصة في حال ثبوت قدرة مستوى 1800 دولار للأونصة على تقديم الدعم الموثوق.
تنويه: يحتوي هذا المقال على آراء خاصة بالكاتب، ولا ينبغي استخدامها كمشورة أو نصيحة للإستثمار، ولا يعتبر دافعاً للقيام بأي معاملات بأدوات مالية، وليس ضماناً أو توقعاً للحصول على أي نتائج في المستقبل. لا تضمن ForexTime (FXTM)، أو شركاءها المتعاونين، أو وكلاءها، أو مديريها، أو موظفيها أي صحة، أو دقة، أو حسن توقع أي معلومات أو بيانات واردة في هذا المقال، ولا يتحملون مسؤولية الخسائر الناتجة عن أي استثمار تم على أساسها.