- أصول المخاطر في طريقها لتحقيق المزيد من المكاسب مع تجدد التفاؤل في الأسواق
- تواصل التقلبات في اتجاهات السوق جرّاء تطورات أزمة كوفيد-19
- توجيهات الإيرادات بصدد التأثير على أداء السوق على المدى القصير
- المؤشرات الناتجة عن سياسة لاغارد كفيلة بتحريك اليورو
ارتفعت قيمة الأسهم الآسيوية في أعقاب نجاح نظيرتها الأمريكية في تجنب حدوث أيّ تراجع في قيمتها لليوم الثالث على التوالي. وكانت سياسة "شراء الأسهم منخفضة الأسعار" قد ساعدت أسهم شركات التكنولوجيا الأمريكية على تعويض معظم خسائرها المسجلة في وقت سابق من الأسبوع الجاري، لا سيما مع عودة مؤشر ناسداك 100 ليُقارب المستوى النفسي عند 14 ألف نقطة عند إغلاق التداولات يوم الأربعاء. وبدت تجارة الانتعاش الاقتصادي واضحة في تحركات الأسعار المُسجلة في منتصف الأسبوع؛ إذ أسفرت المكاسب في قطاعات المواد والطاقة والخدمات المالية في دفع مؤشر ستاندرد آند بورز500 نحو الارتفاع، بينما تفوّق مؤشر راسل 2000 للشركات الصغيرة في الأداء على نظرائه من مؤشرات الأسهم الممتازة. ومن جانبها، كانت العقود الآجلة للأسهم الأمريكية قد شهدت قدراً طفيفاً من التغيير لغاية تاريخ كتابة هذا التقرير.
وبطبيعة الحال، كان من المتوقع أن تتنفس الأسواق الصعداء بعد سلسلة الأرقام القياسية التي حققتها في وقت سابق من الشهر؛ إذ اتجهت المؤشرات الفنية مؤخراً إلى تسليط الضوء على ظروف ذروة الشراء. وفي ضوء ثبات مؤشر فيكس عند مستويات متوسطة طويلة الأمد وهبوط سندات الخزينة التي تستحق بعد عشرة أعوام خلال شهر أبريل لما دون متوسطها المتحرك لخمسين يوماً الآن، قد تدّل هذه المقاييس على وجود بيئة خصبة لتحقيق المزيد من المكاسب في سوق الأسهم.
أصول المخاطر تتحدى الأزمة الصحية المستمرة
وما زال المستثمرون متفائلين حيال عدم قدرة الزيادة الجديدة في حالات الإصابة بكوفيد-19 على عرقلة إعادة فتح الاقتصاد العالمي، برغم التطورات المُقلقة التي تُحيط بأخبار الأزمة، والتي تشمل اقتصادات رئيسية مثل كندا والبرازيل والهند واليابان. ومن المتوقع أن تُحافظ أصول المخاطر على مرونتها في وجه تفشي الفيروس حول العالم مجدداً، حتى مع وصول أعداد الإصابات المسجلة أسبوعياً إلى أرقام قياسية جديدة الأسبوع الماضي، علماً أنّ هذه الآمال تستند بطبيعة الحال على حملات التطعيم التي يشهدها العالم ضد الفيروس.
وفي الحقيقة، قد يكون لهذه المخاوف أثر سلبي على الأسواق وقد تؤدي أيضاً إلى المزيد من الانخفاض في الأسعار، كما كانت الحال سابقاً، لا سيما في حال استمر العمل بتدابير الإغلاق لمدة مطولة على نحو يُعيق جهودنا الجماعية للمضي قُدماً نحو مرحلة ما بعد كوفيد-19.
وبات من الواضح أن الأسواق قد بالغت في تفاؤلها حيال تعافي الاقتصاد العالمي؛ ومع ذلك، لقد تعلّمنا بأنّ رحلتنا نحو تحقيق هذا الهدف لن تكون سهلة على الإطلاق. ومن جانب آخر، نتوقع أن يُواصل المستثمرون والمتداولون تفاعلهم مع هذه التقلبات بالتوازي مع حفاظهم على نظرتهم التفاؤلية، ما لم يحدث تغيير جوهري في الآفاق الاقتصادية العالمية.
توقعات الإيرادات كفيلة بتحديد اتجاه السوق
تُرجح التوقعات أن تترك التوجيهات المؤسسية حول نمو الإيرادات على مدى الأسابيع المقبلة أثراً واضحاً على قدرة الأسهم الأمريكية على تحقيق المزيد من الارتفاع. ويود المستثمرون التأكد فيما إذا كانت احتمالات تحقيق المكاسب تحظى بقدر كاف من التفاؤل لتبرير ارتفاع جديد للمؤشرات الأمريكية، وفيما إذا كان الأداء المسجل في الربع الأول مُبرراً للمكاسب الأخيرة. وليس هبوط أسهم نتفليكس يوم الأربعاء سوى دليل على أنّ الأطراف الفاعلة في السوق لم تعد قلقة للغاية حيال مواجهة التقييمات، التي تجاوزت الأساسيات الاقتصادية بشكل كبير وواضح.
لاغارد تحت دائرة الضوء مع توجه البنك المركزي الأوروبي لتثبيت سياساته دون أيّ تغيير
من المتوقع أن يتخذ البنك المركزي الأوروبي موقفاً ثابتاً حيال سياساته اليوم، حيث من المرجح أن يقدم المؤتمر الصحفي لرئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاغارد أدلة جديدة يمكن للأسواق التمسك بها. ويتطلع المستثمرون لمعرفة إلى متى سيستمر العمل ببرنامج شراء السندات الطارئ الذي أقرّه البنك المركزي الأوروبي وقام بتوسيعه الشهر الماضي، قبل أن يبدأ البنك بتقليص مشترياته.
ومن شأن أيّ تلميحات متشددة تصدر عن لاغارد أن تُحفز اليورو على تحقيق المزيد من المكاسب، ما يُتيح للعملة الموحدة القدرة على تحقيق مكاسب بواقع 2.7% مقابل الدولار الأمريكي حتى الآن هذا الشهر. ومن جهة أخرى، قد تُسهم أيّ تعليقات تُدلي بها لاغارد حول جهود التطعيم في المنطقة وآفاق إقرار حزمة تحفيز مالي مشتركة تدعم الانتعاش الاقتصادي للاتحاد الأوروبي في منحنا المزيد من الأدلة حول توجهات سياسة البنك المركزي الأوروبي في المستقبل.
بينما قد تخسر العُملة الموحدة مكاسبها الأخيرة وتبتعد عن مستوى الـ 1.20 مقابل الدولار الأمريكي للوقت الراهن في حال اتجهت لاغارد لاتخاذ موقف حذر تؤكد فيه بشكل أكبر على مخاطر هبوط الأسعار مع التأكيد على الحاجة إلى الحفاظ على كثافة عمليات شراء الأصول لغاية النصف الثاني لعام 2021.
تنويه: يحتوي هذا المقال على آراء خاصة بالكاتب، ولا ينبغي استخدامها كمشورة أو نصيحة للإستثمار، ولا يعتبر دافعاً للقيام بأي معاملات بأدوات مالية، وليس ضماناً أو توقعاً للحصول على أي نتائج في المستقبل. لا تضمن ForexTime (FXTM)، أو شركاءها المتعاونين، أو وكلاءها، أو مديريها، أو موظفيها أي صحة، أو دقة، أو حسن توقع أي معلومات أو بيانات واردة في هذا المقال، ولا يتحملون مسؤولية الخسائر الناتجة عن أي استثمار تم على أساسها.